كل أسبوع
عجيب والله أمرنا نحن المسلمين والعرب وما أكثر ما يغتال بعضنا بعضا ولا نحاول مرة – بل لا نجرأ – أن نغتال عدواً حقيقياً من أعدائنا الذين أسالوا دماءنا وهدروا أرواحنا وشردوا نساءنا وأطفالنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ولا نقرأ ولا نسمع عن مثل ذلك عند غيرنا من الديانات الأخرى أو القوميات الأخرى إلا النذر اليسير وكأن شجاعتنا وقوتنا مقصورة ضمن بعضنا ولو أننا قمنا بإحصائية دقيقة لوجدنا أننا قتلنا من أنفسنا أكثر مما قتل عدونا.
ولا تزال محاولات الاغتيال مستمرة وكل أسبوع نقرأ أو نسمع عن محاولة جديدة بعضها يتم عن نذالة وخسة والبعض الآخر ينبع من التأثر والإحساس بالظلم أو القهر.
الأخوة الفلسطينيون – مع الأسف – يغتال بعضهم بعضا وكلها اغتيالات من النوع الأول لأن المفروض أن يكون الصراع بين الفلسطينيين صراعا أخويا يعتمد على المنقط ومقارعة الحجة وليس بالاغتيال والإرهاب.
والأخوة اللبنانيون يحاول بعضهم اغتيال بعض من النوع الثاني لأنهم – بكل أسف – تركوا ولاءهم للبنان الوطن وأعطوا ولاءهم لغيره فتنازعوا وتناحروا وذهب ريحهم وتمزق – أو كاد – وطنهم وانهار اقتصادهم وعمرانهم وما زال يذبح بعضهم بعضا على الهوية – كما يقولون – فالدرزي يقتل الشيعي – والشيعي يذبح السني – والمسيحي يفنى الجميع، وإسرائيل تتفرج بل تزغرد على هذه المأساة ونحن في غفلتنا سادرون.
أما أولئك الذين أصبحوا يخافون من الاغتيال ويتوقعونه، ألم يسألوا أنفسهم عن مئات الأرواح البريئة التي أزهقوها من أجل تثبيت زعامتهم وتقوية مركزهم وما زالوا يختالون في مراكزهم ويتفاخرون بجرائم أذنابهم؟
إن لم يفعلوا فإن الله سائلهم، ولئن نامت عيون أولياء المذبوحين وعجزت أيديهم أن تطولهم فإن عين الله لا تنام، ويد الله فوق أيديهم، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين كما جاء في الأثر.
معلومات أضافية
- العــدد: 6782
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.