الهاتف الآلي
عندما قال مسئول في وزارة البرق والهاتف منذ سنوات – ولست متأكدا من اسمه الآن – وأخاله السيد ربيع دحلان أن عند الوزارة خطة طموحة يتحقق بموجبها لكل مواطن تليفون، سخرنا من هذا الكلام واعتبرناه حلما وظللنا مدة نتندر على هذه العبارة ولكن الوزارة كانت عند كلمتها ونفذت خطتها وحققت حلمها وحلمنا وكنت من أوائل اللاهجين بالثناء عليها وتقدير جهودها بعد أن حققنا قفزة هاتفية تستحق الإعجاب والتقدير.
ولكن – وآه من لكن هذه – بدأ هذا المرفق الهام من مرافق الوزارة وهو الهاتف يركد أو يكاد يتوقف وإذا تحرك تحرك السلحفاة وفي أضيق الحدود بعد أن كان يسابق الريح.. أجل بدأ الجمود يسيطر على هذا المرفق الذي يغطي نفقاته وزيادة رغم أن الوزير هو الوزير والجهاز بأكمله هو الجهاز لم ينقص منه شيء وقد يكون ذلك ناتجا عن نقص في الاعتمادات المالية لا أقل ولا أكثر.
والمسألة في نظرنا ينبغي أن تخضع للموازين التجارية من الربح والخسارة فمرفق كالهاتف أثبتت الإحصائيات أنه مرفق رابح من الناحيتين المادية والمعنوية فبينما هو يغطي مصاريفه وزيادة يحقق في الوقت نفسه مصالح كبير أخرى للمواطنين في علاقاتهم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ينبغي أن يخرج من نطاق الاعتمادات والروتين الذي يعرقل المسيرة ويثبط الطموحات وربما يعيدنا إلى الوراء.
إن الشكوى أصبحت مريرة من ضعف الاعتمادات وتأخير الأعمال وتوقف المشروعات الهاتفية وتكليف بعض المواطنين بالحفر على نفقاتهم والاعتذار عن إجابة الطلبات ليس في المواقع البعيدة فحسب ولكن في قلب البلدة وداخل الأحياء وهو صورة تكاد تشوه تلك الصورة الجميلة الرائعة التي حققها هذا المرفق في أذهان الناس.
إننا ننتهزها فرصة قرب وضع الميزانية للعام المالي القادم ونطرح على وزارة البرق والبريد والهاتف حلا لهذا الموضوع الذي يهم جميع المواطنين من أصغر صغير إلى أكبر كبير بعد أن أصبح الهاتف روح المجتمع وأكسيد الحياة الذي بدونه تحتل الموازين وتضطرب الأمور – بدون مبالغة.
أحدهما الحصول على الاعتمادات اللازمة لاستمرار مسيرة هذا المرفق كما كانت من قبل تسابق الريح وتحقق الأمل طالما أن الإيرادات ستغطي كل النفقات فبقدر التوسع يكون الوارد.
فإذا كان ذلك متعذرا لأي أمر من الأمور فإن الحل الثاني في نظرنا هو تحويل هذا المرفق إلى مؤسسة يتجدد نشاطها ومشروعاتها على ضوء ما تحقق من أرباح فذلك في اعتقادنا أدعى لاستمرار مسيرتها ويحقق طموحاتها وتلبية حاجة المواطنين.
نكتب ذلك بدافع من حرصنا على أن تظل تلك الصورة المشرفة التي حققتها هذه الوزارة في السنوات الماضية قائمة ومستمرة، والله الموفق..
معلومات أضافية
- العــدد: 6775
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.