ثلاث حقائق
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها يا سيادة الرئيس لترعوي عن غيك وتعود إلى رشدك.
أولى هذه الثلاث الحقائق، أن الصبح قد استبان لذي عينين ولم يبق مخدوعا بك وبادعاءاتك ودعاياتك إلا غبيا سلبه الله نعمة التمييز بين الخير والشر والغث والسمين، أو منافق يهتف لك ويصفق ويشايع بينما هو في قرارة نفسه يلعن الساعة التي جاءت بك لتدعى الزعامة في دنيا العروبة ويبتهل إلى الله أن يطهر منك ومن أذنابك وزبائنك أمة العرب.
الحقيقة الثانية أن اشتراكيتك التي جندت لها كل أجهزة دعايتك وسخرت لها ضعاف النفوس من العلماء والمرتزقة من المتعالمين وزعمت وزعموا معك أنها من الإسلام وأن الإسلام يدعو إليها.. اشتراكيتك هذه لم يعد في دنيا العروبة من يؤمن بها أو يفكر في اعتناقها أو يصدق بأنهار العسل المصفى التي ستجرى بين يدي الشعب إذا طبقت هذه الاشتراكية..
لقد عرف الناس.. كل الناس في كل مكان أن دعوتك الجديدة هذه إنما هي حلقة من سلسلة وسائل النصب والاحتيال للاستيلاء على أموال الأمة لتبديدها وصرفها من أجل توطيد أركان زعامتك وتحقيق أحلامك الطائشة لا أقل ولا أكثر..
فلا عدالة اجتماعية.. ولا محو فروق ولا يحزنون.. ولكنها إثارة لحرب طبقية تتطاحن فيها طبقات الشعب الواحد وتتعارك ليضعف شأن الفريقين أو الفرقاء وتبقى أنت القوى الوحيد المسيطر على الموقف.
إنها طريقة لقنها لك أساتذتك من أساطين الشيوعية والإرهاب في بلاد الستار الحديدي وساعدك على تنفيذها دون خوف من الله أو رهبة من التاريخ نفسك الحاقدة وقلبك الحسود.
أما الحقيقة الثالثة التي ينبغي أن تتأكد منها فهي أن نهايتك قريبة جداً بل أقرب إليك من حبل الوريد فلطالما شمت وتشفيت ممن كنت تسميهم الطغاة وأعداء الشعوب، فهل تتصور أنهم أجرموا في حق شعوبهم أكثر مما أجرمت!؟
لا.. والله فإن أطغى الطغاة وأبغى البغاة لم يفعل في شعبه وبني قومه أكثر مما فعلت وإن لم تصدق فحاول أن تتنكر واخرج إلى شعبك بعيداً عن مواكب النفاق ومواكب التهريج اخرج متنكراً..
اغش المقاهي والنوادي واركب الترام واطرق مجالس العمال لتسمع بأذنيك الحقائق الدامية ورأى الطبقات الفقيرة التي تتمسح فيها وتدعى أنك تعمل لها.. تسمع رأيها فيك وفى أعمالك بل إجرامك في حق هذه الطبقات الكادحة.
هذه هي الحقائق الثلاث التي ينبغي أن تشاهدها نصب عينيك لعلك إذ وعيتها تثوب إلى رشدك وترجع عن غيك وتنحرف إلى الطريق المستقيم فتستعيد نفسك من المصير المنتظر.
صالح محمد جمال
المرور أيام الحج
لقد ظللنا نردد سنين عديدة المطالبة بالسماح للسيارات أيام التشريق بسلوك طريق مدرج منى إلى جمرة العقبة بدلاً من إرغام جميع السيارات لسلوك طريق دقم الوبر ذهاباً والعودة عن طريق شوارع منى أياما وما يسـببه هذا الوضع من وجوب مرور جميع السيارات عبر شوارع منى وما يحدثه ذلك من تزاحم مستمر بعكس ما لو أخذ باقتراحنا السماح بسلوك طريق المدرج إلى جمرة العقبة مما يخفف كثيراً من الضغط الواقع على شوارع منى فإن أكثر السيارات وخاصة الأجرة – لاسيما الكثيرة منها– ستفرغ حمولتها عند جمرة العقبة ثم ترجع دون العبور من شوارع منى.
هذا ما كنا نردده سنين عديدة ولكن القائمين على تنظيم المرور أيام الحج كانوا يرفضون الأخذ به حتى لهم في موسم الحج الماضي الأخذ به فلمسوا بأيديهم النتائج الطيبة له والتخفيف الكبير الذي نجم عنه.
ومن الآراء التي كنا وما زلنا نرددها ونطالب بها ولو كتجربة هو إلغاء نظام الاتجاه الواحد الذي يفرضه المرور أيام الحج وترك نظام مرور السيارات أيام الحج يمضى كما هو قبل الحج دون تدخل فيه إلا باستعمال الشدة في منع وقوف السيارات في الشوارع وتخصيص مواقف لها حسب سعة كل شارع بحيث يكون فى كل شارع ذي اتجاهين متسع لمرور سيارتين من أكبر حجم دون عرقلة أو ارتباك.
وفيما يلي مساوئ نظام السير في اتجاه واحد الذي يفرضه المرور أيام الحج:
1- ليس في شارع مكة العام منافذ تخفف من دوران السيارات عبر مكة من أقصاها إلى أقصاها فالسيارة إذا كانت في الغزه مثلاً وتريد أجياد – وكان الاتجاه المفروض من أسفل مكة إلى أعلاها – كان على جميع السيارات أن تتجه إلى الحجون فالعتيبية فجرول فحارة الباب فالشبيكة فأجياد.
وهذا ينتج ضغطاً شديداًُ على منطقة ريع الرسام وحارة الباب بالإضافة إلى إضاعة وقت طويل على الناس هم أحوج ما يكونون إليه في مثل هذا الموسم.
2- عندما يكون السير في اتجاه واحد تتخذ كثير من السيارات من عرض الشوارع مقاماً لها ومقيلاً طالما أن المطلوب إفساح المرور لسيارة واحدة ذاهبة أو آتية ولا يبقى بالشارع سوى ما يسمح لمرور سيارة واحدة ويقف جنود المرور أمام عنترة بعض السائقين وإصرارهم على الوقوف صفوفاً غير منظمة على الجانبين . . يقفون مكتوفي الأيدي ، ولو كان السير على خطين لما استطاع سائق أن يقف متحدياً رتل السيارات التي خلفه ، ولو وقف لتولى السائقون إرغامه على السير وأراحوا الجندي الذي لا يطاع..
3- في نظام الاتجاه الواحد استثناء لأنواع كثيرة من السيارات كالإسعاف والماء والثلج والبعثات الطبية والسيارات التي تحمل اللوحات الخاصة والشرطة وأمانة العاصمة إلى آخر هذه المجموعة المعروفة.
فإذا ما اتخذت بعض السيارات من الشارع قراجا ولم يعد هناك إلا ما يسع مرور سيارة من السيارات المستثناه لتمضى في عكس الاتجاه.. إذا وقع ذلك فقد وقعت الواقعة وتوقف المرور ووقع جنوده في حيص بيص وظل ركاب السيارات في الطابور الطويل على حالة من الضجر والألم نتيجة للتوقف الطويل الممل وخاصة إذا كان ذلك وقت الظهيرة أو تحت وهج الشمس..
هذه بعض مساوئ المرور في اتجاه واحد الذي تفرضه إدارة المرور أيام الحج مؤقتاً نرجو أن يتأملها المسئولون عن المرور جيداً ثم يجربوا الحرية مرة واحدة ويتركوا المرور يمضى أيام الحج كغيرها من الأيام ذهاباً وجيئة ويرحمونا من التدخل الذي طالما زاده تعقيداً وارتباكاً نتيجة سوء فهم المنفذين للتعليمات ويريحونا من هذا الاستثناء الذي يدفع الكثيرين إلى تحدى جندي المرور والاقتداء بالسيارات المستثناه ولتكن مهمة رجال المرور في الحج هي استعمال الحزم مع الجميع ومنع أية سيارة من الوقوف في غير موقف مهما كان سائقها ولو كان من رجال المرور أو الشرطة أو الخاصة على أن يعطى رجال المرور سلطة سوق كل مخالف إلى قلم المرور ليلقى جزاءه العادل لأن من يسبب عرقلة المرور قد يسبب وفاة مريض كان الطبيب في طريقه إليه لإسعافه فحال بينه وبين ذلك.
هذا ما نرجو من سمو أمير منطقة مكة الأمر به والإشراف على تنفيذه بأسلوب عسكري فما أحوجنا في موسم الحج إلى هذا الأسلوب ليرد بعض السائقين وبعض المغرورين إلى صوابهم ويلقنهم درساً لن ينسوه في المواسم القادمة لأن الأضرار التي يتجرعها المواطنون من جراء رعونة بعض السائقين وغطرستهم واعتمادهم على أصحاب السيارات التي يقودونها.. أضرار بالغة جداً.
ونسأل الله لسموه التوفيق ،،،
صالح محمد جمال