أرجو المعذرة إذا سمحت لنفسي بالتدخل "للفرعة" السعودية – وليست المصرية لأنهم يعبرون بالفرعة المصرية عن الفرعة التي ينتصر بها الفارع لأحد الطرفين على الآخر قياسا على فرعة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام للذي من شيعته على الذي من عدوه حتى وكزه فقضى عليه.

والفرعة التي أعنيها هي بين الأخوين الكريمين الأستاذ عبدالله خياط والشاعر مقبل العيسى لفض المعركة التي تدور رحاها في عكاظ الغراء حول "المعجون التمري" فأقول وبالله التوفيق أن كلا الأخوين مصيب في تفسيره اللغوي للمعجون التمري فهناك معجون تمري من التمر فعلا وهناك معجون تمري من الجزر التمري أيضا ولكل من المعجونين خصائصه واستعمالاته ولكن استعماله كما ورد في عبارة الصديق الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي يختلف تماما عن المعنى اللغوي.

إننا نقول: رجعنا إلى المعجون التمري أو لا تعيدنا إلى المعجون التمري وبتعبير آخر " إلى معصوب العادة ومطبق كل يوم" والمعصوب والمطبق أكلتان معروفتان من الأكلات المحبة المفضلة رحم الله من كان يتقنهما من مشاهير صناعها حتى غدت الآن بين يدي أصناف من الوافدين الذين نزلوا بمستواها حيث لم يعد لها ذلك المقام الذي يرحل إليه من حارة إلى حارة.

نستعمل تلك العبارة عندما يرفض كلاما نسمعه أو عملا نشاهده سبق أن سمعناه ورأيناه وهو كلام مكرر ومعاد غير مقنع أو مملول فأعطونا كلاما جديدا.

هذا هو علمي -وفوق كل ذي علم عليم- في استعمالات المعجون التمري في التعابير المكية وإن كنت لا أنفي استعماله فيما أشار إليه الأستاذ عبد الله خياط ولا شك أن إخواننا الأطباء يعرفون فوائد الجزر التمري الكثيرة صحيا ويوصون بشربه كعصير أيسر عملا من المعجون.

أرجو أن أكون بهذا قد فرعت بين الأخوين العزيزين فرعة مرضية لهما فلا غالب ولا مغلوب ورحم الله شاعرنا ولغوينا الكبير الشيوخ أحمد إبراهيم الغزاوي الذي كان دائما يرد بأبحاثه في اللغة بعض كلماتنا العامية (كالفرعة) إلى أصولها العربية الفصيحة ويا ليت أحدا من علمائنا الأفاضل في اللغة العربية يبحث لنا عن أصل كلمة الفرعة التي يعني بها الفصل بين متضاربين بالأيدي أو متخالفين في الرأي "والفزعة" بالزاي التي يقصد بها مساعدة إنسان على تحقيق أمله.

ويا ليت أيضا يقوم كل من الأخوين العزيزين بصناعة صينية من "معجون التمري" على مذهبة ويرسلها إلى جريدة عكاظ ليتذوقها المحررون ويحكموا "على الذواقة" كما يقولون ثم يدعون لهما ولي بخير.