القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 170 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 19 مارس 2013 16:15

نظافة المسجد الحرام

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

.. وتذكرت يوم أردت الراحة في أحد المساجد في استنبول، وأنا في كامل زينتي نظافة وكمالاً بعد أن ركنت إلى آخر المسجد فإذا بالبواب يقف على رأسي ليسألني: هل أنا مسلم؟ لأن المسلم عندهم يقدس المسجد وسرعان ما ساوره الشك في إسلامي عندما خالفت في نظره قواعد التقديس.

نظافة المسجد الحرام

قرأت ما نشرته الصحف منذ أيام عن تشكيل لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة لدراسة موضوع نظافة المسجد الحرام فأثار ذلك في نفسي مزيجاً من الخواطر والمشاعر:

أسف.. ألم.. استغراب.. استنكار.. ذكريات..

تذكرت ما كنت ألمسه من نظافة المساجد في بلد تطغى فيه الديانة المسيحية كلبنان مثلاً أو البوذية والهندوسية كالهند بدرجة كنت أطرب لها وأتمنى على الله أن يهئ لمساجدنا خدماً مخلصين غير كسالى ولا مرتزقين.

تذكرت المرة الوحيدة التي نسيت أن أطبق نعلى بعضهما فوق بعض وأنا أدخل أحد مساجد بيروت فلم أشعر إلا والبواب يلفت انتباهي بلطف وأدب إلى وجوب ذلك صيانة للمسجد من سقوط شئ من النعال فيه أو لمس أحد المصلين أو جدار المسجد أو أرضه.

وتذكرت يوم أردت الراحة في أحد المساجد في استنبول وأنا في كامل زينتى نظافة وكمالاً بعد أن ركنت إلى آخر المسجد فإذا بالبواب يقف على رأسى ليسألنى هل أنا مسلم؟ لأن المسلم عندهم يقدس المسجد وسرعان ما ساوره الشك في إسلامى عندما خالفت في نظره قواعد التقديس.

وتذكرت أيضاً حالة المساجد عندنا وفقدان عناية القائمين عليها بنظافتها وكثرة ما يتراكم من أتربة على فرشها مساجدنا بصورة عامة والمسجد الحرام بصورة خاصة باستثناء المسجد النبوى الشريف الذي يعتبر أنظف المساجد عندنا إطلاقاً.

وتذكرت الأباريق، والزبادى.. والكشاكيل والصحون والتباسى وكلما يمكن أن يطلق عليه «كراكب» التي يدخل بها بعض الوافدين إلى قلب المسجد ليهيئوا لأنفسهم السكن الملائم مضافاً إلى ذلك ما تحمله هذه المواعين والعفش من أقذار وأوضار وروائح تزكم الأنوف ولا يجدون من يقول لهم هذا بيت الله وليس بيتكم ولا بيت المطوف.

وتذكرت ما شاهدته منذ أيام وأنا في طريقي إلى المسجد الحرام من منظر تلك الأسرة التي افترشت أرض الرواق الجديد بين المسعى والرواق القديم عند باب السلام، أسرة بكاملها بأطفالها وعفشها وفرشها وكأنها في الأبطح وليست في بيت الله الحرام.

وتذكرت منظر أولئك الذين يصرون على دخول المساجد بنعالهم يتخطون بها رقاب الناس ويطأون بها فراش المسجد وهي أي نعالهم تحمل ما تحمل من أقذار الشوارع فإذا ما قيل له أخلع يا أخى نعلك قال لك إن النبى -عليه الصلاة والسلام- قال خالفوا اليهود وصلوا بالنعال أو كما قال وكأننا أخذنا بكل أقوال الرسول في حياتنا بحذافيرها ولم يبق إلا هذه. أو كأن المساجد والشوارع على عهد رسول الله كالمساجد والشوارع الآن تماماً ومن يدرى فقد يقولون لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا يطوفون بالبيت على النوق فلماذا لا تفعل؟

إن علة قذارة بعض المساجد ترجع إلى إهمال القائمين عليها وفقدان الرقابة الحازمة عليهم ومن أنكر فليأتني لأطوف به على مساجد مكة وأدعه يلتمس الحقيقة المرة.

أما علة عدم نظافة المسجد الحرام فإنها هذا التساهل مع من نسميهم حجاجاً وهم في نظري ليسوا حجاجاً لأن الحاج بحق تنطوي نفسه على مشاعر التقديس لبيت الله والتعظيم لشعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

ومثل هذا الشعور كفيل بردعه عن اتخاذ المسجد الحرام مقاماً ومناماً.

نعم هم هؤلاء الحجاج أو أشباه الحجاج الذين يتخذون هذا المسجد مأوى لهم ومستراح يلجأون إليه كي يتمتعوا ويناموا بنسائهم وأطفالهم وأوعيتهم القذرة الكريهة.

إن الإسلام الذي يدينون به يأمر بالنظافة، ليس نظافة المسجد بل نظافة المآكل والمشرب والملبس والمنام حتى أنه ليندب للعامل أن يغير ملابس العمل عندما يهم بالصلاة أو يلج المساجد.

وإذا كنا نتورع عن منع قذري الملابس من ارتياد المساجد فلا أقل من أن نطرد بل نعاقب من يغشون المساجد للنوم والأكل والإقامة والتوسيخ والإبقاء في المسجد لغير ساجد وراكع أو طائف أو جالس للذكر منتقل به ويسحب كل من يتخذ من المسجد غير ذلك، يسحب لا ليخرج من المسجد فحسب بل ليحاكم ويجازى حتى يرتدع الناس من اتخاذ المسجد مناماً ومقاماً أو مستودعاً للأمتعة والمواعين.

إن دور السينما والمسارح تمنع دخول الأطفال منعاً للتشويش على الآخرين أليست المساجد وخاصة هذا المسجد الحرام أولى بهذا المنع فنضبط أم الأطفال بالبقاء في بيتها أو تتركه في البيت مع من يراعيه من أب أو أخ أو جدة.

إن الحزم المتبع في المسجد النبوي كما يبدو لي هو الذي صانه من مثل هذا العبث الذي نشاهده هنا والتهاون هنا هو مبعث هذا الحال التي تدرسها اللجنة فهل من أمر حازم؟

اقتراح

وعلى ذكر المسجد الحرام وما فيه فإن وضع المكبرية بعد هدم المقام الشافعي في رواق الصفا كان غير موفق بابتعاده عن منطقة الإمام وكثيراً ما عجز المكبر عن معرفة الميت ذكر أو أنثى؟ أو طفل؟ وفي ازدحام صحن المطاف لا يستطيع المكبر أن يتبين قدوم الإمام.

ومن ثمة فإنني أقترح تشييد مكبرية جديدة على أعمدة فوق درجات بئر زمزم الجديدة فذلك أنسب مكاناً لمسايرة حركات الإمام ولو تعطلت الميكروفونات أما في مكانها الحالي فإنه سوف يستحيل على المعيد ترديد تكبير الإمام لو تعطلت الميكروفونات يوماً ويرتبك المصلون.

إنني أضع هذا الاقتراح تحت نظر وزارة الحج والأوقاف لعلها تدرسه وتضعه موضع التنفيذ والله الموفق.

الميادين الخمسة

وما دمنا بصدد الكلام عن نظافة المسجد الحرام فإن نظافة ما حوله مطلوبة وجوباً.

فالميادين الخمسة التي أنشئت حول الحرم ولم يتم تخطيطها أصبحت مرماة للأقذار وربما زادت الحالة سوءاً إذا وفد الحجاج وألقوا بها رحالهم فإنهم لن يجدوا موضعاً للإتاحة والإقامة أفضل من هذه الميادين بحكم قربها من المسجد الحرام ولا داعي لاستئجار بيوت ولا اتخاذ مساكن

إننا نرجو بإلحاح سرعة تخطيط هذه الميادين وإضاءتها إضاءة قوية لا تتيح فرصة لمن يريدون إلقاء أقذارهم فيها وإلا كان ضررها أكثر من نفعها وكانت مصدر إساءة للمصلين والمارين فقد بدأت الروائح الكريهة تنبعث منها من الآن..

محمد عبد الوهاب

محمد عبد الوهاب قلب حر ورأى سليم كتاب جديد ألفه الشاب حسين عبد الله بانبيلة الطالب بكلية التربية بمكة استعرض فيه دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وسيرته وصراعه مع الخرافات والبدع وانتصاره عليها بفضل إيمانه القوى وثباته وحزمه وعزمه.

ولقد عرفت الشاب حسين بانبيلة بما كان ينشره في الندوة وقريش مدة طويلة دون أن أعرفه شخصياً فكنت أتوسم فيه الخير وأتوقع له مستقبلاً طيباً في مجال الأدب والصحافة وكنت أتصوره أكبر من سنه وزاد إعجابي به عندما عرفته منذ شهور فقط شخصياً وأكبرت فيه هذه الروح المتوثبة رغم حداثة سنه.

والكتاب في مجموعه ثمرة طيبة لجهود كبيرة أرجو أن يجد من القراء ما هو جدير به من تقدير كما أرجو أن يكون المؤلف قدوة حسنة لأقرانه من الشباب فما أجمل أن يصرف الشاب وقته وجهده في مثل هذا العمل الكبير بدلاً من التسكع وحفظ الأغاني والانصراف إلى اللهو.

تحية منى للشاب حسين عبد الله بانبيله ودعاء منى للشيخ محمد عبد الوهاب بأفضل الجزاء وأحسن المثوبة.

معلومات أضافية

  • العــدد: 23/9/1384ﻫ
  • الزاوية: اكثر من فكرة
  • تاريخ النشر: 23/9/1384ﻫ
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « في طريق الهاوية.! الكتب المدرسية »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا