القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 180 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 19 مارس 2013 16:14

في طريق الهاوية.!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نعم إننا نسير بالمرأة عندنا في طريق الهاوية وربما ندفعها دفعاً بمختلف وسائل الإغراء من حرية.. وشهرة.. ومساواة إلخ الأغنية المعروفة التي انساقت المرأة – في غير بلدنا – وراءها حتى تردت في الهاوية.

ولعل أولى درجات سلم الهاوية التي ندفعها إليها هو السماح لها بالتسوق لنفسها وربما لأولادها ورجلها وتلك أولى وسائل تشجيعنا لها على التحدث إلى الرجال والشباب واستثارة كوامن غرائزها، ظناً منا أن في ذلك تكريماً لها وهو في رأيي نوع من تلقينها مبادئ الرذيلة.. ودفعها إلى الانحدار شيئاً فشيئاً.

أما الدرجة الثانية فهي التخفيف عنها من قيود الحجاب والاحتشام.. نتركها مبدئياً تقابل الخادم الكبير.. ثم يتطور الأمر فتجلس في الشرفة وعلى الرجال أن يغضوا أبصارهم ثم نمضى في تحريرها فنأخذها من يدها لتتمشى معنا في الشوارع نتحدث إليها وتتحدث إلينا وكأننا جنس واحد وربما أجلسناها بجانبنا في السيارة ونحن نقودها، ولكي ننخرط في سلك المتحضرين والمتمدنين نصحبها معنا إلى أشباهنا المتحررين لنمضى سهرة مختلطة.. بعد أن نتخذ أنا وهي كامل الزينة بحيث تصبح هي فاتنة الرجال، وأصبح أنا فاتن النساء «شياكة» «وقيافة»، ولمعاناً من الرأس إلى أخمص القدم مع شوب ذلك بكميات لا بأس بها من التظرف وخفة الدم.

أما إذا أرادت البنت أن تذاكر في البيت فإننا نحضر لها مدرساً شاباً دون أن نحس بأي حرج لأنه أجنبي لا خطر منه!..

وإذا كان فريق منا قد خطا مثل هذه الخطوات في طريق الحضارة – أو الحقارة في رأيي أنا – فإن فريقاً آخر مازال يحبو نحو هذه الحضارة يريد اللحاق بالركب، إنه يسر كثيراً عندما يسمع اسم ابنته أو شقيقته أو زوجته يذاع من الراديو مهدياً إحدى الأغنيات الغزلة ولا أقول المائعة – إلى فلان وخطيبته أو إلى فلانة أو إلى أخيها أو صديقتها، وتكون المسألة «إياك أعنى وأسمعي يا جارة».

إننا نطرب لهذه الأعمال البطولية ترتكبها المرأة عندنا لأنها دليل صارخ على التمدن والحيوية والتفتح و.. إلخ الصفات الجميلة التي حرمت منها أمهاتنا وجداتنا، نعم نطرب بدلاً من أن يقوم الواحد منا فيبصق على وجه «مقصوفة الرقبة» التي وجدت في نفسها الجرأة لتراسل من تشاء على أمواج الأثير ونحن راضون.

فإذا أحست بنجاح أسلوب المراسلة، خطت خطوة أخرى أجرأ.. لقد أفسحت بعض الصحف ومفاتيها الأكابر صفحاتها لحل مشاكل البنات المستعصية فلماذا لا ترسل هي مشكلتها لمفتى الصحيفة كي يفتيها في أمرها؟!

وتبدأ الرسائل والمشاكل.. هذه رفض أبوها أو أخوها أو عمها خطبة فتى أحلامها ومن أحبته وأحبها وأحب ناقتها بعيره.. فيا حلال العقد حلها.. وقل لها: هل تنتحر!؟ أم تهرب مع خطيبها؟! أم ماذا تصنع؟

وتلك يريد ولى أمرها تزويجها على شيخ كبير، وهي لا ترغب إلا فتى غض، يانع الشباب، فماذا تعمل؟ هل تهرب من البيت؟! أم ترمى نفسها من النافذة؟! أم تبتلع زجاجة أسبرين فتريح نفسها والدنيا؟!

وأمثال هذه القضايا التي تصدع رؤوسنا وتحز نفوسنا تنشرها بعض الصحف وترد عليها..

وسيلحق بهذه المظاهر التي بدأت تغشى مجتمعنا إقامة الحفلات في الفنادق واختلاط الحابل بالنابل، ثم إحياء الحفلات النسائية بفنانين غير مبصرين بحجة أنهم لا يرون ولا يفتنون..

إن المسئولين عن تفشى هذه المنكرات في مجتمعنا في رأيي هم:

أولاً: الرجال بصورة عامة لاستهانتهم بنتائج الاختلاط – مع أن العبر أمامنا كثيرة – والشواهد أكثر من أن تحصى، والإسلام نفسه عرف هذا الخطر فحذر منه، والذين سبقونا إلى التجربة ندموا على ما فرطوا وتمنوا أن يجدوا مجالاً للرجعة ولكن هيهات..

ثانياً: وسائل الإعلام التي فتحت الباب على مصراعيه وخاصة الصحف التي تفسح المجال لشاب أو شابة يستفتيانها في أمر خاص لا تنفع فيه الفتوى، لأن الشاكي مجهول والمشتكي منه مجهول، والمفتى يفتى دون سماع حجة الطرف الثاني، ولا يحاول أن يسأل عن طريقة هذا التعارف والتحاب والاتفاق على الزواج من وراء الأولياء طالما أن الاختلاط ما زال محرماً ومحظوراً في مجتمعنا؟

وهل يصح أن تقوم حياة زوجية، وأولاد وأسرة على أسس من لقاء خاطف في الشارع، أو في الدرج، أو جلسات مذعورة في الخلاء، أو اجتماعات في الظلام؟

أليس من واجب هذا المفتى الصحفي أن يعرف ملابسات القصة أولاً قبل أن يتحامل على ولى أمر الفتاة الذي رفض تزويجها من شاب ربما كان صائعاً، أو غير أهل لتحمل المسئولية، أو فاسد الأخلاق..

إن الفتى والفتاة، وقد تعرفا على بعض في هذا الجو الذي أشرنا إليه لن يكون لهما من نفاذ البصيرة ورجاحة العقل، ما يدفعهما سلوكه.. إمكانيات مستقبله.. مستقبل الحياة معه؟! كل هذا لن يكون موضع تفكير الفتاة في هذه السطور، وربما لا نكون موضع تفكير الفتى أيضاً، فهما قد تحابا وتآلفا واستيقظت فيهما الغرائز وكل همهما أن يشبعاها اليوم ليطفئا النار، وليكن غداً ما يكون..

وبعد.. فإني من فرط ألمي لما أشاهده من هذا التدهور الذي أرى مجتمعنا يتردى فيه سنة بعد سنة أكاد أنعى تقاليدنا وعاداتنا وفضائلنا التي ورثناها عن الأجداد.. وأقول إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم هب رجالنا شيئاً من غيرة آبائنا وألهم القائمين على وسائل الإعلام الرشد كي تصان المرأة عندنا من الانحدار إلى مهاوى الرذيلة ومواقع الذلل والارتفاع بها إلى مواطن الكرامة والعزة الحقيقتين، من تكريم المرأة وإعزازها اتخاذها وسيلة من وسائل المتعة المبتذلة.. في المكتب.. في المقهى.. في المتجر.. في المنتزهات ولا تعريض مفاتنها للرجال أو تعريضها هي للافتتان بالرجال..

معلومات أضافية

  • العــدد: 82
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر: 17/9/1384ﻫ
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « شهر عظيم نظافة المسجد الحرام »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا