ما أكثر ما نشر وينشر عن مشكلة لحوم الأضاحي والهدى من مختلف النواحي وإهدار هذه اللحوم والأضرار الناجمة عن الوضع القائم واحتمال ازدياد الإهدار والأضرار اضطراداً مع الاستمرار في زيادة عدد الحجيج عاماً بعد آخر.

كذلك ما أكثر ما نشر من اقتراحات للاستفادة من هذه اللحوم.. بعضها ممكن التنفيذ وبعضها مستحيلة.. والبعض الآخر قد يتعارض مع الهدف الأساسي لهذه النسك والحكمة من مشروعيته.

وأنا لا أريد أن أكرر في هذه الكلمة ما سبق أن كتب واقترح في هذا الموضوع ففي اعتقادي أنه موضع الدرس والتخطيط من قبل الجهات المختصة.

لكن الذي أريد أن أكتب فيه الآن هو ما يتردد من أن هناك مشروعاً ضخماً مدروساً ومخططاً لإقامة مسلخ فني في منى لتنظيم عملية الذبح والاستفادة من هذه اللحوم.. مشروعاً يكلف مئات الملايين من الريالات رغم محدودية أيام الاستفادة منه وما ستكلفه صيانة هذا المشروع طيلة أيام العام بما لا يتكافأ مع مدى الاستفادة منه.

وما أريد أن اقترحه هو إقامة هذا المشروع في مكة بدلاً من منى وفي منطقة تقع بين مكة ومنى بل تعتبر أقرب والطريق إليها أسهل من موقع المجزرة الحالي.. هذه المنطقة هي منطقة العدل.

إن إقامة هذا المشروع في هذه المنطقة التي لا تبعد عن مجزرة مكة الحالية بأكثر من كيلو متر واحد ولا يبعد عن منى بأكثر من كيلو متر واحد أيضاً سوف يغني عن مسلخ مكة الحالي وعن جميع مسالخ مني ويحقق استفادة دائمة طيلة العام ويجعل موضع النحر الذي من مناسك الحج في طريق الحاج لأداء مناسكه الأخرى بترتيب مريح: رمى فحلق أو تقصير.. فنحر.. فطواف وسعي.

من الناحية الشرعية ليس هناك ما يمنع لأن فجاج مكة كلها منحر كما نص على ذلك الفقهاء..

ومن الناحية الاجتماعية نكون قد قضينا على الأضرار الناتجة عن وجود هذه اللحوم وسط منازل الحجاج وما يتصاعد منها من روائح وجراثيم.

ومن ناحية ثالثة استفدنا من الأرض التي تشغلها المسالخ الحالية لإسكان الحجاج الذين يتزايد عددهم عاماً بعد عام.

على أن يمنع دخول المواشي إلى منى قطعاً وعلى من يريد لحماً للأكل إحضاره مذبوحاً من المسلخ.

إني أضع هذا الرأي أمام وكالة الداخلية لشئون البلديات راجياً إدراجه ضمن ما لديها من اقتراحات وآراء للتغلب على هذه المشكلة والله الملهم للصواب.