إليك.. يا ولي العهد الأمين
في الوقت الذي كان المواطنون يتطلعون إلى مزيد من الرخاء وانخفاض الأسعار من وراء ميزانية الخير التي حرص سموكم أشد الحرص أن تحمل هذه الميزانية للشعب السعودي كل خير ورفاهية.. فوجئ المواطنون بأمرين:
أولهما: الأسعار الجديدة للمحروقات التي بلغت الزيادة فيها أكثر من 50% وهي زيادة كبيرة ستؤثر حتماً على أجور النقل التي ستنعكس على الأسعار.. أسعار كل شيء.. تلك الأسعار التي لا تزال الدولة تكافح لتخفيضها بمختلف الطرق.. والمحروقات إنتاج داخلي وهو أولى الحاجات باستقرار الأسعار.
وثانيهما: الإشاعة القائلة برفع أسعار التيار الكهربائي والتي أكدها سعادة محافظ مؤسسة الكهرباء مغلفة بثوب الترشيد في استعمال الكهرباء كتغطية لعجز شركات الكهرباء عن مسايرة النمو الذي اقتضته خطة التنمية.
مفاجأتان غير سارتين فالمواطنون ما زالوا يعانون من أجور النقل والمواصلات، وأصحاب وسائل المواصلات يتعذرون بأسعار قطع الغيار وأجور السائقين.. وسيجدون عذراً جديداً وهو ارتفاع أسعار المحروقات الرسمي.
أما فكرة الترشيد التي طلعت بها مؤسسة الكهرباء كوسيلة لرفع أسعار التيار فإن من الصعب العودة بعجلة الحياة التي تعودها المواطن في ظل الرعاية الكريمة من الدولة إلى الوراء.. ولن يعمد المواطن إلى خلع المكيف الكيماوي بعد أن وضعه واستمتع به وتعود عليه، ليعود إلى المروحة أو المكيف الصحراوي.. ولكنه سيرهق نفسه ويقتصد من قوت عياله ليحقق لهم الجو المريح.. ولن يؤدي هذا الترشيد إلى إعفاء شركات الكهرباء من تطوير أجهزتها وكابلاتها.
إنها آمال المواطنين أرفعها إلى سموكم فعلى مثل سموكم تناط الآمال.
أليس لهذا الليل من آخر
أليس لهذا الليل من آخر يا شركات الحفر؟! لا تكاد أيدي الإصلاح تنهي عملها في شارع من الشوارع إلا وتقتحمه مخالب شركات الحفر لتفسد ما أصلحته أيدي المصلحين.
لا نفرح بمظهر شارع من الشوارع وتمشي سياراتنا عليه في شيء من الراحة والاستقامة إلا وفاجأتنا آلات الحفر بنعيقها المزعج مزمجرة لتكسير الأسفلت الجديد.
قبل يومين فقط انتهت يد الإصلاح من أعمال سفلتة شوارع حراء والعمرة والروضة بالزاهر وما تزال معداتها واقفة.. واليوم.. نعم اليوم بدأت شركات الحفر تمارس عبثها في هذه الشوارع.. مع أنني أذكر أن جميع هذه الشركات سبق لها أن مرت بهذه الشوارع وأشبعتها تحفيراً وتخريباً.. ومع ذلك عادت لأنها كما يبدو ليس لديها مخططات ولا خرائط ولا تنظيم بل تقوم بالحفر كلما عن لها أن تحفر وكأني بأمانة العاصمة تردد قول الشاعر:
متى يبلغ البناء حسن تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وليت هذه الشركات الحافرة تحاول جهدها أن تصلح ما أفسدته بحيث يقارب الأصل.. ولكنها بكل أسف تتركه في أكثر الأحيان وتقوم بإصلاحه إصلاحاً من قبيل ذر الرماد في العيون.
حقاً إن من أمن العقوبة أساء الأدب وقد تمادت هذه الشركات في استخفافها إلى درجة أنها أصبحت تترك نتاج حفرياتها بالشوارع وعلى الأرصفة دون أي وازع من ضمير أو خلق أو دين.. فهل من رادع؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 99
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.