مهزلة!! فمن المسئول؟!
من المسئول عن هذه المهزلة؟! خطيب الجمعة والعيد بالمسجد الحرام وفي الخطبة الأولى التي تعرض على شاشة التلفزيون على عدد كبير من بلاد العالم الإسلامي والعربي.. هذا الخطيب يظهر على خشبة لا تليق بأصغر مسجد في الدنيا.. فكيف بأفخم مسجد من حيث القداسة ومن حيث جمال البناء والملايين من الريالات التي صرفت عليه.
لا لشيء إلا لهذا العبث الذي يمارسه كل المقاولون معنا حتى في أقدس مكان.
منبر الجمعة منذ أول رمضان بدئ في تفكيك أوصاله تمهيداً لنقله إلى مكان آخر ويمضي شهر رمضان كاملاً ولما ينتزع منه إلا القبة فقط والتي لا تتجاوز مساحتها متر في متر وما زال كامل المنبر قائماً؟! فلماذا لم يخطب عليه فهو رغم نزع قبته أفضل من هذه الخشبة التي خطب إليها الإمام وظهر بها على العالم؟ ولماذا يبدأ به في هذا الوقت؟!
أيها المقاولون اتقوا الله.. اتقوا الله.. اتقوا الله حتى بيته لم يسلم من عبثكم.. حقاً أن من آمن العقوبة أساء الأدب.. وأنتم أيها المسئولون نظموا البدء في المشروعات فلا تشرعوا في مشروع إلا في الوقت المناسب.
ومهزلة أخرى:
كان لنا بالقشاشية موقف يتسع لمائتي سيارة على الأقل.. قالوا لنا سنستبدله بموقف على أدوار يتسع لستمائة سيارة وسعدنا بالكلام.. وبدئ في الهدم السريع وتلاه البناء البطئ ومضت الشهور والبناء يتلكأ وجاء رمضان وخسرنا الموقف القديم وعانى المواطنون أشد العناء من فقد هذا الموقف.. وأصبح الواحد منا يخرج من بيته لصلاة التراويح والعشاء ولا يدري متى يرجع بسبب أزمة السير الخانقة.
لم يكتف مقاول المواقف بحجز مساحة المواقف التي سيبنيها زائداً عنها متراً أو مترين كأي مشروع آخر بل حجز ضعفي المساحة لخزن معداته ومواده وأخشابه وخردواته.. وليته استفاد من هذه المساحات فأسرع وأنجز ولكنه استفاد منها كمخازن ومستودعات.
وزاد الطين بلة وهو يرى الناس تتطاحن على المواقف ورجال المرور يكادون يموتون من سوء أوضاع المرور والمواقف في نفس المنطقة.. فأوقف العمل وذهب عماله يستمتعون بأجازة رمضان وترك المواطنين والمرور في حيص بيص.
لقد كان في وسعه نقل هذه المعدات المبعثرة والأخشاب المتناثرة إلى أي مكان خارج البلد ويترك هذه المساحات التي تتسع لوقوف أكثر من مائتي سيارة بصرف النظر عن الدورين التي تم إنشاؤها من الموقف التي لو سلمها لاتسعت لمائتي سيارة أيضا.
فلماذا لم يفعل؟ ولماذا – إذا لم يكن عنده نظر – لم يكلفه المسئولون بذلك؟! لماذا لم يطالب المرور بهذا الموقف الواسع رحمة برجاله ورحمة بالمواطنين والمعتمرين من الداخل والخارج الذين لاقوا المشقة والعنت ما لم يتكافأ معه إلا ثواب الله؟!
سامح الله رجال المرور الذين يحتفظون ببعض المواقف لبعض المسئولين فلا يحسون ما يقاسي الناس ولا يشعرون بمشاعرهم.
مرة أخرى أيها المقاولون اتقوا الله فإن لهذا البلد ربا يحميه ويضاعف العقوبة على الإساءة فيه كما يضاعف الثواب.
وأيها المسئولون عن المشروعات عقبوا عليها ميدانياً وليس من خلال تصريحات من دونكم وتقاريرهم فالحقيقة غير ما تسمعون وتقرأون.. ولنقرأ معا قولة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: "لو أن بغلة تعثرت بأرض العراق لسئلت عنها لم لم أسو لها الطريق" أو كما قال.. والأرض والبغلة صورة مصغرة لمدى المسئولية فيما هو أكبر منها والله الملهم للصواب.
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.