نقل الطالبات.. والنقل الجماعي
خطوة الرئاسة العامة لتعليم البنات للتعاقد مع شركة النقل الجماعي لنقل المدرسات من منازلهن إلى المدارس التي يعملن بها في المنطقة الشرقية خطوة حسنة ليتها توسع فيجرى التعاقد مع هذه الشركة الوطنية لنقل جميع الطالبات اللواتي يحشرن حشراً في أوتوبيسات الرئاسة حتى يضطر أكثرهن إلى المشي على أقدامهن تحت حرارة الشمس ومضايقات الشارع باعتبار ذلك أرحم من التسردن – إذا جاز هذا التعبير – داخل سيارات الرئاسة التي لا تكفي لنصف عدد الطالبات.
نعم ليت هذه الشركة تتعهد نقل الطالبات ذهاباً وإياباً بحيث تجلس كل طالبة على مقعد كما نشاهد ذلك في كل مدارس الدنيا إذ لم نر طالبات "يتشعبطن" في الأوتوبيسات كما هو الحال في مدارسنا رغم أن طالباتنا يتميزن بالحجاب الأسود الذي يزيد من صعوبة الحال وهن أولى بالراحة والمال والحمد لله عندنا متوفر والدولة لا تبخل وتعهد الشركة أضمن لكثرة ما عندها من سيارات وقدرتها على تأمين البديل في الحال إذا وقع عطل.
كما أن تأمين مقعد لكل طالبة يشجع جميع الطالبات على الانتقال على سيارات الرئاسة ويقضى على كثير من مشاكل المرور التي تقع عن مدارس البنات وتجمع الشباب والسائقين على أبواب المدارس.
بل أن نجاح تجربة تعهد النقل الجماعي بنقل الطلاب والطالبات سيقضى على أزمة المباني المدرسية داخل المدن ويتيح لوزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات إنشاء مدارسها في مواقع فسيحة مزودة بكل المرافق اللازمة من أفنية وملاعب.
تكرار أملنا في أن تتعاون شركة النقل الجماعي مع إدارات التعليم – بنين وبنات – لتنظيم نقل الطلاب والطالبات وإزالة الصورة الحالية البالغة السوء في نقل البنات وخاصة في المدارس التي تنقل طالباتها على "ردين" فلا يصلن بيوتهن إلا قرب العصر.
وكم من عائب قولاً صحيحاً!!
نعى علينا كاتب بهذه الصحيفة اعتراضنا على هدم المتاجر والمساكن من أجل التوسعة ويسمى الفنادق والعمارات الحديثة في السوق الصغير وحول المسجد الحرام بالأطلال ويدعونا لعدم البكاء على الأطلال..
وأول ما نريد أن نسأل الكاتب: ما هي الأطلال في اللغة؟! وهل يعتبر سوق الصغير أطلالاً؟!! أم أن المتنبي كان صادقاً؟!!
أما اعتراضنا على الهدميات فلم يكن اعتراضاً مرتجلاً بل كان سبباً اقتنع به المسئولون وأجلوا الهدم حتى يؤمن البديل وصدرت الأوامر العليا بذلك لأن حياة المواطنين ومعاشهم وإسكانهم أولى بالرعاية والحمد لله على توفيقه.
إننا لا نبكى الأطلال ولكننا نبكى حال المسلمين الذين يجعلون من الساحات المحيطة بالمسجد الحرام مرمى للأقذار ومرتعاً خصباً للميكروبات والروائح الكريهة ولهذا فنحن ضد الساحات حول المسجد الحرام ولا نراها تجميلاً ولا تحسيناً ولا إعماراً لبيوت الله تعمر بالمصلين والقائمين والركع السجود وليس بالنائمين الآكلين الشاربين الموسخين..
أجل لا نبكى الأطلال – وإن لم يكن هناك أطلال – ولكننا نبكى تشريد الأسر وقفل أبواب الرزق في وجه المواطن ارتجالاً وبدون تنظيم وتأمين معاش هذا المواطن وإيواء أسرته بالأجر المعقول لأن الاهتمام بهذا في نظرنا أهم من الاهتمام بإيجاد ساحات للمصلين حول المسجد الحرام فما أكثر مساجد مكة ومكة كلها مسجد حرام.
ولو أن الحجاج اكتفوا بالصلاة في المسجد الحرام والخروج منه ليأتي غيرهم فيصلون لاتسع لعشرة أضعاف الحجاج ولكنهم مع الأسف اتخذوه مناماً ومقاماً وليس تعبداً لأنهم يحدثون فيه ما لا يجوز فكان هذا الوضع المزري الذي يريد أخونا الكاتب وأمثاله الاستزادة منه وتوسيع رقعته لأنهم لا يعيشونه فعلاً بل نظرياً.
هذا كل ما قلناه في اعتراضنا على التوسعة أي توسعة فهل يعتبر هذا الكلام بكاء على أطلال أم يحق لنا أن نردد مع المتنبي:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم!!
معلومات أضافية
- العــدد: 35
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.