القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 172 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 13:50

نحو مستوى أفضل للمطوفين والحجاج 1

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

منذ سنوات كان الأستاذ أحمد السباعي ثم أنا أول من تحدث وكتب عن التدهور الذي أدرك مهنة الطوافة ونادينا بضرورة سرعة الإصلاح إذ توقعنا أن الحالة ستسوء أكثر وأكثر إذا ما أستمر الحال على هذا المنوال وقد حدث ما توقعناه وأصبحت الحالة أسوأ ما يكون ولعل المستقبل سيكون أشد سوءاً إذا لم يتدارك الأمر.

واقترحنا على سبيل المثال ودون تحديد للكيفية إيجاد نقابة للمطوفين تلم شملهم وتنظم شئونهم وتصون مصالحهم وتعمل على ما فيه خير المطوف والحاج وتكون نموذجاً صالحاً تقتدي به بقية الطوائف المختصة لخدمة الحجاج من زمازمة ووكلاء وأدلاء إذ أن مسالة التطويف هذه ثروة وطنية يمكن الاستفادة بها استفادة كبرى في تنظيم الاقتصاد الوطني ورفع مستوى معيشة هذه الطبقة ممن يشرفون على خدمة الحجاج.

فماذا كانت النتيجة؟! وماذا قال عنا إخواننا المطوفون المخالفون قال بعضهم أن دعوتنا تدخل في الأرزاق.. وقال غيرهم إننا من فئة الكسالى الذين فشلنا في خدمة الحجاج وطرق استيرادهم فعمدنا إلى هذه الدعوة. وتصدى لنا بعض كبار المطوفين فأخرج النقاش إلى غير المقصود وكاد يصبح نوعاً من المهاترة مما اضطرنا إلى السكوت وقفل الباب وترك الأمور تجرى في أعنتها كما يقولون وظللنا نرقب النتيجة من بعيد..

فماذا كانت النتيجة؟! زيادة في التدهور. والدخول في مناقصات ومزايدات ضاعفت من سوء الحالة وعجلت بسوء المصير..

كان المطوفون يتناقصون في تكاليف خدمات الحاج.. وكانت الدور وتكاليف الحياة حيث أخفض من الآن بكثير وكنا ننعى على المطوف الذي يقبل جنيهين أو ثلاثة من الحاج مقابل جميع خدماته من سكنى بمكة ومنى وعرفات وماء ونور.. وكنا نجزم بخسارته وخروجه من المولد - ونعنى الموسم بلا حصة.

أما الآن وقد تضاعفت الأجور وارتفعت تبعاً لذلك أجور الخدم ومصاريف التنقل وكان المفروض أن ترتفع الجنيهان إلى ثلاثة والثلاثة إلى أربعة على الأقل ولكن النتيجة كانت عكسية فاختفت الجنيهين أو بعضها في النادر..

فبعض المطوفين رضي أن يقدم تلك الخدمات مجاناً وأعلن هذا لحجاجه.. وبعضهم خفض الجنيهين إلى جنيه ونصف... والبعض أعلن قبوله لأي مبلغ كان دون قيد أو شرط فكل ما جاء خير وبركة.

وهكذا تدهور الحال وأصبحت المهنة على شفا جرف هار وربما كانت نهايتها أقرب إلى هؤلاء المتهورين من المطوفين من حبل الوريد.

لقد كتبت الكثير وكتب غيري أكثر في هذا الموضوع حتى لم يعد لدى ما أزيده والذين استمعوا إلى ما قلنا فيما مضى أو قرأوا ما كتبناه انقسموا إلى أقسام قسم يوافق على كل ما عرضناه من علل وما صورناه من أمراض ولكن له مصلحة يخشى على ضياعها لو أنتظم الأمر فهو يعارضنا من أجل ذلك أعنف المعارضة وهؤلاء يمثلون أهل الحل والعقد في طائفة المطوفين والمشايخ.

وقسم يرى رأينا في سوء الحالة ولكنه يائس من العلاج فهو يفضل أن يظل الحال كما هو إلى أن تقع معجزة فيتحسن الوضع بنفسه.

وقسم ثالث يؤيدنا بقلبه ولسانه وهم أكثر عدداً ولكن لا حول لهم ولا طول ولا يملكون لنا إلا الدعاء أن يحقق الله ما نريده للمطوفين من خير.

والآن وقد أنتهي موسم الحج وبحث المطوفون حساب الأرباح والخسائر وأدركوا أي هوة سحيقة ستتردى فيها المهنة إن أطال بها الحال ألا يرى معي أهل الحل والعقد منهم أنه لا بد من إعادة النظر في أمر هذه المهنة وتنظيمها على أساس جديد يتمشى مع نظم الاقتصاد الحديثة.

ألا يرى معي هؤلاء السادة بأنه قد آن الأوان لكي يعقدوا فيما بينهم اجتماعات تمهيدية يتدارسوا فيها الأمور ثم تلتقى هذه الجماعات في مؤتمر عام يعقده رؤساء الطوائف لدراسة ما تقدمه كل جماعة من حلول ثم يقدمون نتيجة أبحاثهم إلى الحكومة لإعادة دراستها من المسئولين وإخراجها إلى حيز التنفيذ بعد أن يراعى فيها ما يأتي:

(1) سمعة البلاد وكرامتها.

(2) مصلحة الحاج وإكرامه.

(3) مصلحة المطوف وصيانة حقوقه.

لقد من الله على هذه البلاد بأعظم المواسم السياحية التي يتمناها أي بلد آخر ويعمل على إيجادها في بلاده بكل الوسائل وفي مقدورنا أن نستفيد من هذه المواسم استفادة تجعلنا في مصاف أحسن البلدان في مستوى معيشتها.

ومن الله علينا ثانياً بحكومة لا تدخر وسعاً في العمل على ما فيه راحة الحاج من تنظيم وتصرف في هذا السبيل ما لا يقدر بعدد.

ولكننا لم نقدر هذه المنة ولا تلك وأضعنا هذه الفرصة طيلة الأجيال الماضية وأعتقد أنه بفضل ما وصل إليه الشعب السعودي من ثقافة وعلم، وما وجد من جيل جديد بين المطوفين يدرك ما يجب عليه إزاء هذا المرفق من مرافق البلاد وثروتها الضائعة.. بفضل هذا وذاك ستجد هذه الصيحة التي أرجو ألا تكون في واد - من يستمع إليها ويهتم بها والله الملهم للصواب.   

معلومات أضافية

  • العــدد: 36-35
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا