القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 183 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 22 أغسطس 2011 01:24

يا أصحاب الثروات.. أحسنوا كما أحسن الله إليكم

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نشرت هذه الجريدة مراراً عن حوادث مؤسفة جرت وراءها نكبات على إخوان لنا في الدين والوطن والإنسانية وناشدت الأثرياء وأهابت بمن أنعم الله عليهم أن يمدوا يد المساعدة لهؤلاء المنكوبين الذين أتت النيران على ما يملك بعضهم فأصبح خالي الوفاض بادي الأنقاض؛ وخربت دار البعض الآخر على ما يملك فأتلفته وأصبح في الشارع لا مأوى له واختطفت يد المنون عائل بعضهم وسنده – بعد الله – في هذه الحياة وأصبحوا بين عشية وضحاها في أمس الحاجة إلى العطف والمؤاساة وبينهم الطفل الصغير والصبي الغرير والشيخ الفاني والمرأة المخدرة وكان المظنون أن يستجيب كل من آتاه الله فضلاً من أثرياء البلد فيقدم كل ما يستطيع تقديمه لهؤلاء المنكوبين في أموالهم وأنفسهم!!

فهل صح الظن، وتحقق الرجاء؟! لا.. لا.. وأقولها والأسى يملأ نفسي والأسف يحز في قلبي، فقد وضع أثرياؤنا جميعاً – إلا قليلاً منهم – وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا على تجاهل الحوادث المؤلمة جميعا.

أما القليل الذين استجابوا لنداء الجريدة – أو نداء الإنسانية على الأصح – فإن إكثرهم من الطبقة المتوسطة الذين لا يمكن أن يعدوا في الأغنياء مادياً ولكنهم أغنياء في النفس، ومن أوتي غنى النفس فقد أوتي خيراً كثيراً.

وأما أصحاب الثروات بحق من الأفراد والشركات التجارية – عدا شركة السيارات وشركة الكعكي – فإن أحدا منهم لم يفكر في مواساة هؤلاء المصابين من مواطنيه.

هذه مقدمة سقتها وبين يدي اقتراح أريد طرحه على القراء عامة ليبدو استعدادهم للاشتراك في تحقيقه، وأتوجه به إلى رجالات لنا عرفو بحب الخير والسعي له والعمل من أجله؛ مذكراً إياهم بدار الأيتام التي أسسها الرجل المصلح مهدي بك – جزاه الله خيراً – فظلت قائمة تنتزع الثناء من لسان كل من يقع نظره عليها وستظل أعظم باعث على استمطار رحمات الله ورضوانه على المؤسس بعد عمر طويل إنشاء الله.

هذا الاقتراح هو حاجتنا إلى تأسيس جمعية خيرية لمواساة منكوبي الحياة والتخفيف من وقع حوادثها على نفوسهم وكلنا معرضون لحوادث الحياة؛ وكلنا في حاجة إلى مواساة غيرنا لنا..

جمعية مهمتها دعوة جميع أفراد الشعب إلى الاشتراك فيها اشتراكات سنوية، تحدد قيمة الاشتراك بعشرة ريال فقط ويترك تحديد عدد الاشتراكات كل على قدر ثروته وطاقته.

كما تدعي جميع الشركات الوطنية إلى تخصيص عشر زكاتها الشرعية لهذه الجمعية ويختار أعضاء الجمعية من الرجال الأتقياء الورعين بنسبة عضوين من كل محلة من المحلات تتكون منهم الجمعية العمومية وعلى الجمعية العمومية أن تنتخب من بينها ثلاثة أعضاء عاملين في كل شهر مهمتهم سرعة الانعقاد بمجرد دعوة السكرتير لتقرير المساعدة اللازمة حالما يقع أي حادث يحتاج إلى المواساة وصرفها حالاً.

ولا تكتفي الجمعية بما يبلغها من حوادث أو ما ينشر في الصحف منها فكم في هذه الحياة من بؤساء لا يعرف الناس عنهم شيئا فهناك عامل فقير يسعى على نفسه وأهله فيحصل بغاية الجهد على قوت يومه، يفاجئه المرض فيقعده عن العمل فلا يجد من يعولهم ما يمسك رمقهم!! وهناك أسر فقدت عائلها والساعي عليها في وقت هم أحوج ما يكونون إليه!! وهناك أعزاء ذلوا!! وأغنياء افتقروا وأصبحوا لا يجدون ما ينفقون ومع ذلك فهم يتعففون عن السؤال، ويتجملون في المظهر، وفي نفوسهم حسرة لا يخففها إلا أعمال مثل هذه الجمعيات التي تخفف من وطأة إحساسهم بالمصاب، وتمحو من قلوبهم الأثر السيئ الذي يتركه الفقر بعد الغني والذل بعد العزة والاخشيشان بعد النعيم.

فعلى أعضاء هذه الجمعية أو من يختارونهم من المتطوعين أن يتحسسوا عن أمثال هؤلاء في عقر دورهم لمؤاساتهم ومساعدتهم ولهم في ابن الخطاب – رضي الله عنه – الذي حمل الدقيق إلى النفساء في ظلمة الليل الحالك، أسوة حسنة.

ولن يضر أحدنا، أو يؤثر على ثروته مهما كانت بسيطة، أن يتبرع بعشرة ريال في العام لمواساة اخوانه وبني وطنه من ضحايا الحوادث الذين تقسو عليهم الحياة في بعض الأحيان، وسيجتمع من هذه الريالات العشرة – آلاف الريالات بل ملايينها الكفيلة بالإنقاذ والمواساة والتخفيف من وقع المصائب والأحداث.

فإلى أعضاء مجلس الشورى الموقر الذي يملك التقدم بمشروع اجتماعي كهذا يشبه بعض الشبه مشاريع الضمان الاجتماعي في الدول المتمدينة.

وإلى أصحاب السعادة الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ عبد الحي قزاز والشيخ إبراهيم شاكر والشيخ محمد باخشب باشا إلى هؤلاء وغيرهم ممن تضيق هذه الكلمة عن سردهم وعرفوا بحب الخير والإحسان والعطف على الناس.

إلى أولئك وهؤلاء أتوجه بهذا الاقتراح الذي لو وفقوا في تحقيقه لقدموا لوطنهم وقومهم أعظم خدمة اجتماعية.

وإلى أولئك الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم أقول: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك".

معلومات أضافية

  • العــدد: 1111
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
المزيد من مواضيع هذا القسم: « للصائمين فقط (2) حول جمعية المواساة »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا