القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 172 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 01:25

وإن جند الله هم المنصورون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

في الوقت الذي تنهار الدكتاتورية الروسية التي ذبحت وشردت ملايين البشر وصدرت إلى بلادنا الشيوعية اللينينية وزرعت بيننا الفتن والعداوات باسم الاشتراكية وتوزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء كطعم تسحب به الطبقات الفقيرة من الشعوب في كل بلد لبث الفرقة والصراعات.

في هذا الوقت الذي تتراجع فيه روسيا عن دكتاتوريتها وقهرها للشعوب التي حكمتها بالنار والحديد عشرات السنين وتمنحها حق الانفصال عنها واختيار أسلوب الحكم الذي تريد.. وفي الوقت الذي يجلو فيه الحلفاء عن ألمانيا الشرقية من أجل توحيد ألمانيا بعد التخلي عن نظام العهد الشيوعي الذي كان يعيشه شعبها.. وفي الوقت الذي تحاول دول أوروبا مجتمعة إنشاء مركز لحل الخلافات السياسية والنزاعات العسكرية لتقليص الأخطار والتصدي للخلافات قبل استعمالها.

في هذا الوقت الذي يمضي فيه العالم نحو السلام والوفاق وعدم الاعتداء ومنح الشعوب الحرية في اختيار نوع الحكم الذي تريد، نقوم نحن العرب – بكل أسف ومرارة – بتمزيق جامعتنا العربية التي صمدت نحو أربعين سنة في وجه العواصف والمؤامرات ضدها ونحاول دفنها بالحياة من أجل نزوة حاكم مجنون يحاول اللعب بمقدارتنا كلنا كما يلعب الأطفال بالماء والطين.

نحاول بأيدينا وليس بيد عمرو كما يقول المثل – تمزيق هذه الجامعة وإنهاء دورها لنقر غزو الدول بعضها لبعض والاعتداء على الدول المجاورة لنا من أخواتنا العرب ونضمها إلى ممتلكاتنا بعد قتل سكانها وتشريد الباقين منهم ونهب أموالهم نهبا جاهليا وحشيا لا يليق بالقرن العشرين قرن الحضارة والمواثيق والقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

في هذا الوقت الذي جلا فيه الاستعمار عن كل البلاد ومنحت الشعوب حق تقرير مصيرها باستثناء فلسطين يبدأ بحثنا في سلسلة من الأعمال الاستعمارية داخل محيطنا لا خارجه ثم يقول له فريق منا بدون حياء أو خجل أحسنت يا صدام فاسرق وانهب واقتل واغتصب إنك من الآمنين ونحن معك ما دمت ستجعل لنا نصيبا من الغنيمة!!

في الوقت الذي تفكر فيه أوروبا التي تتميز بالنضج في السياسة والديمقراطية في الحكم في إقامة مركز لحل الخلافات اجتنابا للحروب وحلا للمشاكل بالطرق السلمية يرفض بعضنا اللجوء إلى المركز الذي أقمناه نحن قبل أوروبا ويؤثر شريعة الغاب وأسلوب العدوان ويبتلع دولة مجاورة بين عشية وضحاها. ويا ليته حافظ على كيانها وحرسها لنفسه بل دمرها وشرد حكامها وأهلها بأسلوب فاق أسلوب التتار في عهودهم المظلمة بل أسلوب كل الطغاة والفراعنة في التاريخ القديم والحديث.

يفعل ذلك ويجد منا من يقف إلى جانبه وينصره فينشأ عن ذلك شيء من التمزيق في الصف العربي الذي كان قبل أيام محدودة متماسكا كل التماسك وماضيا في طريق الوحدة والقوة.

ولكننا نحمد الله على أن أنصار الظلم قليلون ودعاة الحق أكثر فبقيت جامعتنا العربية متماسكة وستخرج من هذه الأزمة أشد قوة بعد أن يزهق الحق الباطل ويسحق جنود الله شراذمة الشياطين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 8916
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا