إلى إدارة الآثار
في استطلاع بمجلة (المجلة العربية) لشهر ذي الحجة 1405ﻫ عن مدينة سدوس جاء ذكر الآثار التي اندثرت بسبب عدم الاهتمام بحفظ الآثار ومن ضمنها قصر يقال – نعم يقال – إن سليمان بن داوود – عليهما السلام – بناه من حجر واحد وقد علل الأستاذ الفاضل عبدالله بن خميس أسباب هذا الاندثار في كتابه معجم اليمامة بقوله (هذا الأثر عظيم يأتيه السياح من أمكنة بعيدة فظن أهل البلدة أن ذلك سوف يؤذيهم ويجلب لهم من لا يحبونه ولم يبق لها اليوم لا عين ولا أثر وما كان إخفاء معالم هذا الأثر بالأمر الهين لكن هكذا وقع.
وعبارة الأستاذ ابن خميس تفيض بالأسف على ضياع ذلك الأثر العظيم كما أطلق عليه، ونحن معه في هذا الأسف فكل الأمم تعتني بآثارها القديمة وحضارتها الضاربة في أعماق الزمن.
ولكنني أتساءل ما قيمة قصر بناه نبي الله سليمان أو بنته الجن له – كما يقال بالنسبة لغار حراء وغار ثور، الأول هبط فيه جبريل – عليه السلام – على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأول آيات في القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وكان معبد منقذ البشرية ومخرجها من الظلمات إلى النور بإذن ربه والثاني مأوى الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أرادت قريش القضاء عليه (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وكانت الخطوة الأولى إلى الهجرة الكبرى التي أعز الله بها الإسلام وانتصر وعم الدنيا بنوره وهداه.
هذان الأثران من آثار الإسلام – وما أكثر آثار الإسلام المماثلة – أليسا جديرين بالعناية والاهتمام والحفاظ؟؟ وتيسير وسائل زيارتهما وللذكرى ذكرى بدء الوحي الإلهي والبعثة المحمدية وقصة الظروف الصعبة التي مرت بها رسالة الإسلام والروح التي استطاعت بها أن تتخطى كل الصعاب وتزيل كل العقبات، وكيف عز الإسلام واتحد المسلمون وانتصروا بفضل الله ثم بفضل تلك الروح والأخلاق التي كان يتحلى بها مسلمو تلك الأيام؟؟
إن الذين يعرفون هذين الأثرين منا نحن كبار السن قليلون أما أبناؤنا فلا أظن أحدا منهم يعرف موقعها، فضلا أن يكون صعد إليها أو رآها رأى العين، أما الجيل القادم فسوف لا يسمع عنها شيئا وسيأتي يوم يقول عنها المؤرخون مثل قولة أستاذنا الكبير عبدالله بن خميس (لم يبق لها عين ولا أثر وما كان إخفاء معالم هذه الآثار بالأمر الهين لكن هكذا وقع..)
وشتان بين أثر هو عبارة عن قصر يقال أن الجن بنته لنبي الله سليمان بن داود وأثر أو آثار من أعظم الآثار الإسلامية ليست من قبيل (يقال) ولكن نزل بها وعنها القرآن من فوق سبع سموات.
فهل لنا أن نذكر إدارة الآثار عندنا بهذين الأثرين بالذات وبقية آثارنا الإسلامية الجديرة بالعناية والاهتمام والحفاظ.. اللهم إني بلغت.. اللهم اشهد.
معلومات أضافية
- العــدد: 7217
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.