أيام في صنعاء
في ختام زيارتنا قمنا بزيارة خاطفة لمدينة تعز العاصمة الثانية لليمن في ضيافة رجل كريم من رجال التربية العظام في اليمن هو الشيخ هائل سعيد صاحب ومؤسس عدد كبير من الشركات والمصانع في مقدمتها مصانع للصابون الزيت والألبان والإسفنج والبلاستيك والمرطبات والمياه المعدنية وغيرها.. حيث زرنا متحف تعز وهو قصر الإمام احمد حميد الدين الذي كان يسكنه.. ثم صعدنا جبل (صبر) الذي يزيد ارتفاعه عن 1500 متر وشاهدنا من قمته مدينة تعز والقرى والمزارع المنتشرة وسط الجبل في منظر خلاب يستهوى السياح ولكن بنقصه إكمال تزفيت طريقة وإنشاء منتزهات وفندق في القمة يصبح بعدها مصيفا من أروع المصايف ومنتجعا من أجمل المنتجعات.
وفق الله رجال اليمن الشقيق للنهوض به وتحقيق أماني شعبه فيهم.
رضا الناس غاية لا تدرك
هذه الحكمة البالغة التي قالها أجدادنا من قبل لا نزال نواجهها كل يوم في حياتنا تذكرتها اليوم وأنا أقرأ رسالة مطولة من مجهول لا أدرى لماذا ستر اسمه.. فليس فيها ما يعاب أو يؤاخذ عليه سوى الاستعجال باللوم قبل معرفة الحقيقة وكان بودي أن أعرفه فأكتب له رسالة جوابية أطلعه على الحقيقة وأستل من نفسه غضبه على بدون مبرر.
وخلاصة هذه الرسالة التي اشتملت على ثلاث صفحات بالخط الرفيع الثناء على ثناء لا أستحقه وسرد محاسن أخجل أن أذكرها وفي أقل من لمح البصر تحول الثناء إلى خيبة أمل والمحاسن إلى مساوئ لا تغتفر لا لشيء إلا لأنه دل على امرأة بائسة محتاجة إلى سكن لها بعد أن قذفها زوجها الجبار إلى الشارع ولها أقارب كالعقارب-على حد تعبيره-فلم أجب طلبها ودللتها على الجمعية الخيرية التي لديها المساكن الخيرية في الوقت الحاضر.. وكان يتوقع منى أن أساعدها ولو بكلمة كأن قول لها سننظر في أمرك فقدمى لى الأوراق التي تثبت حاجتك بدل أن أقول لها راجعي الجمعية الخيرية.
لذلك فقد غير رأيه في وأصبحت في نظره من شر عباد الله وأبسط تهمة قالها إنني أقول مالا أفعل ولا أدرى كيف عرف عنى ذلك.. ليت آخى الفاضل ترك لى عنوانه واسمه لأكتب إليه وأوضح له الحقيقة.. الحقيقة الناصعة التي لا يختلف بها اثنان.. وهي أنه لا يستطيع أن يرضى العباد إلا رب العباد الذي تتسع خزانته لتحقيق كل رجاء وتلبية كل طلب أما نحن البشر فمهما أوتينا من قدرة لن نستطيع ذلك.
والحقيقة الثانية أن العمارة التي تفضل المحسنون بالمساهمة في بنائها لجمعية البر المخصصة لإسكان مثل هذه المرأة قد شغلت منذ سنتين بالسكان وليس فيها أى مسكن خال والعمارة الثانية كذلك والعمارة الثالثة تحت الإنشاء وبها خمسون شقة وقد قبلت الجمعية مائتي طلب إسكان وفحصتها تمهيدا لاختيار خمسين أسرة منها وإسكانها ثم تأجيل الباقى إلى أن يتيسر بناء شقق أخرى.
فأيهما أفضل أن اخذ منها الطلب وأعدها بالنظر فيه وأتركها تنتظر خمس سنوات حتى يأتي دورها في الإسكان؟! أم أصارحها بالحقيقة وأدلها على جهة توجد لديها الآن مساكن خالية لم توزعها بعد لعلها تجد لنفسها بها مسكنا؟!
فهل كان يتصور آخى الفاضل الذي أحسن الظن بى أولا ثم أساءه إنني قادر على ألا أرد طلبا ولو بالوعد الكاذب؟! ويتصور أن أخرج ساكنا من شقته لأسكن فيها آخر ولو كانت أمراه طردها زوجها وأقاربها عقارب؟!
اللهم اغفر لأخي المجهول فإنه لا يعلم.
معلومات أضافية
- العــدد: 7905
- الزاوية: في الاسبوع مرة
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.