يدعى بعض المعلقين السياسيين والقادة العرب الضالعين في مناصرة الغزو العراقي للكويت أن الهدف الحقيقي من حرب الخليج هو تقليم أظفار حاكم العراق ثم تحطيمه كقوة عربية فاعلة يخشاها الاستعمار والدول الكبرى. وهو تضليل يريدون إصابة طيرين به الأول إبعاد الأنظار والأفكار عن القضية الأساسية لحرب الخليج وهى احتلال العراق لدولة الكويت وتدميرها وتشريد أهلها والثاني استثارة عطف الشارع العربي الذي يحلم بالحاكم العربي المسلم القوي الذي يسترجع فلسطين من أيدي اليهود. ولو كان أحدا من هؤلاء المضللين أمامي لبادرته بالسؤال: من أثار حرب الخليج؟! ومن الذي رفض وقفها وإنهاءها؟! أليس هو صدام؟! فكيف يكون الهدف منها تحطيمه كقوة عربية؟! من هو الذي دفع صدام إلى غزو الكويت؟! أليس أطماعه؟! من الذي شجعه على صم أذنيه عن كل نداء ورجاء ودعوة للسلم؟! أليسوا أتباعه الطامعون في حصتهم من الغنيمة؟! ألم تظل الكرة في ملعب الدول العربية وجامعتها مدة كافية لتدارك الأمر قبل أن تدخل الدول والمنظمات الدولية وظل صدام حسين راكبا رأسه لا يلوي على شيء ويهدد ويوعد بل ويشتم بوقاحة وصفاقة فلماذا أصم أذنيه وأغمض عينيه وأتاح الفرصة لتحطيم قوة العراق وجيش العراق هذا التحطيم الذي لم يكن منه بد بعد أن أصبح خطرا على العالم العربي لا على إسرائيل كما يزعم. لقد خان هؤلاء المتآمرون مع صدام من الحكام شعوبهم أكبر خيانة ولو أنهم فكروا قليلا قبل الدخول في المؤامرة ما سيلحق من أضرار وفواجع لشعوبهم العاملين في الكويت وغير الكويت من البلاد العربية الذين فجعوا في حكوماتهم ومواقفهم الغادرة المنكرة للجميل لما تورطوا وورطوا شعوبهم التي سوف لا تنسى لهم هذه الخيانة بل ستعاقبهم عليها إن آجلا أو عاجلا. إننا واثقون أن شعوب هذه الدول هي التي ستحاسبهم أعسر حساب بعد أن تنكشف الغمة ويفتح الحكام أيديهم فيجدوها صفرا من الغنيمة وسيتهاوون واحدا بعد الآخر فالشعوب لا تنسى ولكنها تصبر والعاقبة دائما للصابرين. فكفي تضليلا أيها المنافقون وقد أوشكت ساعة الحساب.