السياحة الداخلية
شدني إلى الكتابة عن السياحة الداخلية تحقيق ضاف نشرته مجلة القافلة التي تصدر عن شركة الزيت العربية الأمريكية لشهر ذى الحجة 1406 ﻫ عن ( جزر فرسان.. جزر اللؤلؤ والغزلان )
وجزر فرسان هذه قطعة من مملكتنا الحبيبة تقع في البحر الأحمر على مسافة 50 كيلو مترا من ميناء جازان تناول التحقيق محاسن هذه الجزر كمنتزه ومنتجع وطني كبير بشواطئها الجميلة و أزهارها البرية وغزلانها وطيورها وأسماكها؟
شدني هذا التحقيق الرائع الذي عرفت فيه مالم أعرف عن هذه القطعة في بلادي فرحت أتساءل من هو المسئول عن تهيئة مثل هذه الأماكن البكر لتكون مجالاً للسياحة الداخلية وتيسير السبل إليها بدلاً من هذه الرحلات التي تقوم بها في العام أكثر من مرة الي الخارج فلا تحل بنا أجازة قصيرة أو طويلة إلا والزحام على الجوازات والمطارات؟؟
من هو المسئول؟البلديات؟ أم شركة الفنادق والمناطق السياحية التي لم نر لها اثر يذكر في المناطق السياحية؟أم أننا في حاجة الي وزارة خاصة بالسياحة تتولي إعداد المناطق السياحية كالهدا والباحة والشفا وأبها وفرسان وغيرها مما لا نعرفه مما قد يكون كالجواهر المطمورة أو اللآليء الغارقة في أعماق البحار وتحتاج إلي صقل وإعداد.
إننا نستطيع أن نجزم لو أن هذه المناطق أعدت إعدادا متكاملاً للسياحة الصيفية والشتوية والربيعية لما احتجنا إلي هذه الهجرة أو هذا الهروب الذي نشاهده في العام أكثر من مرة إلي الخارج للترفيه والاستجمام.
والسؤال الأخير: أين رجال الأعمال في بلادنا عن إقتحام هذا النوع من الإستثمار؟ ولماذا نطالب الحكومة دائما بإعداد كل شئ حتى المناطق السياحية ؟
في رأيي أن الحكومة قد أدت واجبها من ناحية الخدمات البلدية والصحية والطرق والتنظيم والتجميل وبقي واجب رجال الأعمال وخاصة أولئك الذين يستثمرون أموالهم خارج المملكة بحجة عدم وجود مجالات للإستثمار داخلها مع أن ذلك متوفر ولكنهم مع الأسف لا يبصرون أولا يريدون أن يبصروا لتظل أرجلهم دائما بين الداخل إلي الخارج..
صحيح أن مثل هذه المشروعات الإستثمارية السياحية والترفيهية تحتاج الي صبر ولا تحقق ربحاً عاجلاً ولكن حقوق الوطن والمواطن تستحق هذا الصبر فهل يفعلون؟؟
شر البلية ما يضحك!!
هل سمعتم قرائي الأعزاء أن من يريد الإصلاح بين متخاصمين متقاتلين يعمد إلي إعطاء أحدهما أحجاراً أو عصياً؟!
هذا ما فعله الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في مؤتمره الصحفي الأخير إذ يقول أن أحد الأسباب الأربعة التي برر بها شحنة الأسلحة لإيران هو إنهاء الحرب بين العراق وإيران.
فاضحكوا معي على هذه النكتة أو على الأصح ابكوا معي على الأخلاق والعجز عن الإعتراف بالخطأ والاستقالة في الحال كما فعل الرئيس نيكسون!! ابكوا معي على هذا المستوى الخلقي الذي وصلت إليه أكبر دولة في العالم تدعي إنها من حماة السلام ثم تدس السلاح الي يد أحد المتحاربين في الظلام.
معلومات أضافية
- العــدد: 113
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.