أيها الأخوة في لبنان إلقوا السلاح الذي حملتموه في وجوه بعضكم البعض وسددوه جميعاً إلى عدوكم الرابض على جنوب بلدكم فتسع سنوات من الحرب الهوجاء.. حرب القتل والتدمير على الهوية طويلة جداً.. ومدمرة جداً ولولا قوة الاحتمال اللبناني وصمود روح لبنان التي كانت تسيطر على الجميع لأصبح لبنان في خبر كان.

أجل ضعوا السلاح واقبضوا فوراً أدوات البناء والتعمير، واطردوا من قلوبكم آثار الحقد والضغينة التي عششت داخلها خلال تلك التسع سنوات البغيضة واملأوها بالحب والرحمة والأخوة التي عرفنا بينكم قبل تأجيج هذه الفتنة لعنة الله على من أثارها أو زاد أوارها.

إن لبنان ليس لكم وحدكم إنه لكل العرب، وموضع حبهم جميعاً ومنتجعهم الذي كانوا يتفيأون ظلاله عندما يلفحهم هجير الصيف أو عناء الحياة وهذا كان موضع إهتمامهم جميعاً وكانت أحداثه مبعث آلامهم وحزنهم.

أجل.. ضعوا السلاح واحملوا أدوات البناء وصفوا النفوس والله معكم..

الدول الإسلامية .. وقبرص

لم أفاجأ بإعلان الجزء الشمالي من جزيرة قبرص إستقلاله من طرف واحد لأني كنت قبل شهر من الإعلان تقريباً في زيارة لقبرص واستمعت إلى أحاديث القبارصة الأتراك عن المؤامرة التي أحيكت وتحاك ضدهم وعلى الأصح إجلائهم عن الجزيرة بالمضايقة والتهجير ومحاولاتهم الحياة بسلام مع إخوانهم من القبارصة اليونان وإصرار أولئك على ضرورة الاستيلاء على الجزيرة وعلى مقررات الأمور السياسية فيها وعروض القبارصة الأتراك للاتحاد الفيدرالي مع القبارصة اليونان في إتحاد يمنحهم المساواة والعدل ورفض القبارصة اليونانيون لذلك رفضاً قاطعاً ومحاولة التضييق عليهم ومحاربتهم دولياً حتى لم يصبح لهم منفذ إلا تركيا فلا طيران إسلامي أو غير إسلامي يربط الجزء الشمالي من الجزيرة بأي دولة أخرى باستثناء تركيا كما أسلفت.

وقد استمعت أنا وزملائي في الرحلة من أعضاء الغرفة الإسلامية الذي عقد في قبرص الشمالية إلى عتاب رجالات هذا الجزء من الجزيرة لإخوانهم المسلمين والعرب ودولهم لموقفهم منهم بل تخليهم عنهم كمسلمين محاصرين من كل جانب وقد نجحت قبرص اليونانية في التأليب عليهم بمساعدة بعض الدول المؤيدة لها.

ويقول القبارصة الأتراك أن القبارصة الباقين يريدون السيطرة على الجزيرة كاملة لضمها إلى اليونان أو الاتحاد معها. مع أن أقرب دولة إلى الجزيرة هي تركيا إذ تبلغ المسافة بينها وبين الجزيرة 75 كيلو مترا ثم سوريا التي لا تتجاوز المسافة بينها وبين الجزيرة 90 كيلو مترا بينما تبلغ المسافة نحو ألف كيلو مترا بينها وبين اليونان.

صحيح أن لليونان وقبرص اليونانية مواقف مشرفة ومؤيدة للعرب في قضية فلسطين قضية العرب الأولى بل قضية المسلمين أيضا مواقف تستحق الشكر عليها والوقوف إلى جانبها كرد للجميل ولكن عندما يصل الأمر إلى محاولة للقضاء على أخوة لنا في العقيدة وهي الإسلام تصبح القضية فيها نظر ولا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي بل يجب التدخل للتوفيق وتقريب وجهات النظر وحل الخلافات دون حيف أو ظلم. نعم يجب أن تتدخل الدول الإسلامية ممثلة في منظمتها للتوفيق والتقريب وتحقيق العدل ورفع الظلم للفريقين وعن الفريقين دون تفريق بين عقيدة وعقيدة فذلك ما يأمرنا به ديننا الحنيف.

فهل تتحرك منظمة المؤتمر الإسلامي وخاصة بعد هذا الإعلان والنشاطات الدولية المضادة له والمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام في كل مكان؟!

نرجو...

أين مصايفنا؟!

قبل أن أنحي باللائمة على أولئك النفر من رجال الأموال "الأعمال" الذين ينشئون المنتجعات والفنادق خارج المملكة ولا يفكرون في إنشاء مثل ذلك في بلادهم ومصدر خيرهم وثروتهم بصرف النظر عن الأمان والإطمئنان الموجود هنا المفقود هناك.

قبل أن أنقل ذلك أود أن أسال بلدية الطائف مثلا وبلدية الهدا وبلدية جدة وبلدية أبها ماذا خططت وماذا أعدت وماذا سهلت ومن دعت للقيام بمثل هذه المشروعات في مصايفنا وشواطئنا لجلب هؤلاء المستثمرين الذين يجرون وراء الربح السريع والضخم حتى أصبحت أسماؤهم معروفة في الخارج أكثر منها في الداخل وأصبحت إقامتهم أكثر أيام السنة هناك.

نعم أريد أن أسأل هذه البلديات وغيرها وعندما أعرف شيئا عن ذلك أستطيع أن ألوم أولئك عملاً بقول الشاعر العربي:

تأن ولا تعجل بلومك صاحباًَ          لعل له عذراً وأنت تلوم

ملاحظة عابرة

الشركات المساهمة عندنا تعلن للمواطنين الإكتتاب بها تملأ الصحف كلها بالدعوة إلى الإكتتاب وعلى صفحة كاملة أو أكثر من صفحة.

وبعد أن تقبض أموال المكتتبين ثم تقرر إعادة تسعة أعشارها تصدر إعلانا أو اثنين في زوايا الصحف حتى لا يكاد يراها أحد، فإذا فات ذلك على المساهم ثم علم به مؤخراً وكتب إلى الشركة يستوضح لا تتنازل بالرد عليه وكأنها أصبحت المنعم المتفضل مع أن العكس هو الصحيح فلولا المساهم لم تقم هذه الشركات.

فهل لنا أن نطالب هذه الشركات أن تنظر إلى المساهمين نظرة الند للند على الأقل وليس نظرة فوق لتحت؟؟