قبل أن أعلق على تعقيب أخي الصديق الأستاذ بسام المحمد البسام عن دور الغرف التجارية وأهدافها ونشاطاتها كنت أود من الأخ الصديق أن يأتي بالنص على واجبات الغرف التجارية ومهامها حسب نظامها لنستطيع معاً من خلال تحديد تلك الواجبات والمسئوليات أن نتبين هل هناك قصور؟!وممن؟!

  فمطالبة أخي الأستاذ بسام أن تقف الغرف مدافعة في وجه المواطنين جميعاً أو أكثر يتهم على الأقل – ممن يرمون بعض التجار بالجشع وبعض المستوردات بالغش وتتولي الرد عنهم أعتقد أنها مطالبة فيها شئ من العنت وبالتالي لا تدخل في نطاق مسئوليات أو إختصاصات الغرف ولأن الغرف –ثالثا- لا تستطيع أن تنفي الجشع والاستغلال عن جميع التجار فالطمع والجشع والقناعة والكرم والشجاعة والجبن خصال بشرية لا يمكن أن يخلو منها مجتمع بأكمله حتى ولا في العصر الإسلامي الأول فقد وجدت في بعض أفراده تلك الصفات.

  ونحن جميعاً نأخذ على بعض المسلمين وننقدهم نهاراً جهاراً بأنهم غير متمسكين بدينهم وغير متآلفين ولا متحدين وأنهم.... وأنهم... إلخ فهل يجب على رابطة العالم الإسلامى أن تتولي الرد عن المسلم – أي مسلم قياساً على التجار وتقول: لا.. إن المسلمين قائمون بالعمل بالإسلام في كل أمور حياتهم؟!

  وما أدرى إن كان أخي الأستاذ البسام يعرف جيداً – باعتباره عضواً سابقاً في الغرف التجارية الصناعية بمكة المكرمة أن مجالس إدارة الغرف تعمل بدون أي مقابل أو مكافأة وكل ما يدفعه رجال الإعمال من تجار وصناع يصرف على أعمال الغرفة وموظفيها من غير الأعضاء.

  في إعتقادي أن جميع أعضاء مجالس إدارات الغرف ليسوا في حاجة إلي تسليط أضواء أو إعلام فالتجار والصناع هم الذين اختاروهم لعمل هو تكليف لا تشريف وأولئك قبلوه ومن حق التجار والصناع أن يبدلوهم إذا لم يؤدوا الواجب.. الواجب الذي قبلوا العضوية على أساسه حسب نظام الغرف وليس الواجب الذي يقترحه الأستاذ البسام.

وأنا لا أدري كيف يقرر أخي الأستاذ البسام أن الغرف التجارية – هكذا جزافاً – أصبحت – ومعني هذا أنها كانت غير ذلك – أبعد ما تكون عن التجار ومشاكلهم لا أدري كيف أصدر هذا الحكم الجائر وهو الآن بعيد عن الغرف لا يدرى ماذا يدور داخلها إلا إن كان يرى أن الواجبات والمسئوليات التي يطالب بها الغرف هي المطلوب منها فقط، أما مهامها التي أنشئت من أجلها والتي تطورت مع تطور الزمن والنهضة فإنها أعمال أبعد ما تكون عن التجار ومشاكلهم على حد تعبيره.

  لقد شارك أخي البسام في عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة أكثر من عشر سنوات إن لم تكن عشرين فلماذا لم يبشر يومها بهذه الأفكار ونحن معه داخل الميدان ولاذ بالصمت كل تلك المدة؟! أم أن فنجان القهوة "بالندوة " وصيام رمضان أخرجاه عن صمته الطويل؟!