الحديث الذي تحدثه سعادة الأخ الدكتور عبد الرحمن الزامل وكيل وزارة التجارة إلى جريدة الشرق الأوسط الغراء مؤشر خطير عن مستقبل السوق الاقتصادية في بلادنا وأضاء الضوء الأحمر – الأخضر – إذ يقول أن 800 شركة هي التي حققت أرباحا وأن 70 شركة أفلست وتمت تصفيتها والبقية من 1200 شركة إما حققت خسارة أو تمكنت من تغطية مصروفاتها فقط وأنه يتوقع هذا العام أن تكون الظروف أشد قسوة حيث ستقل الأرباح وتزيد التصفيات وأن قطاع المقاولات هو الأكثر تأثرا بأعمال التصفية.

وما تحدث به الدكتور الزامل هو الحقيقة التي لا شك فيها ولعل السبب الحقيقي – في تقديري – هو النزول إلى السوق التجارية بالمملكة بدون السلاح الواقي من المعرفة والتجربة فكلما أحيل موظف للتقاعد أو أراد موظف أن يحسن دخله خاض الأول مغامرة الاستيراد، أو المتاجرة دون معرفة أو استعار الثاني اسم زوجته أو ابنه أو أبيه وراح هو الآخر يغامر وخاصة في مجال المقاولات التي لا تحتاج إلى رأس مال – كما يتصور – وراح يأخذ من هذا ليعمر لهذا ويتعامل مع مصانع الطوب وتجار الأسمنت وتجار الأدوات الصحية ويجمع أجور العمال بالشهور وأخيرا يجد نفسه لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى وبدأ يتهرب وربما انتهى الأمر بدخوله السجن وتبدأ حملة جمع التبرعات أو اللجوء إلى لجان مساعدة المساجين المعسرين.

هذا هو السبب الحقيقي في تقديري لما اعتور السوق التجاري بالمملكة وخاصة قطاع المقاولات التي أصلح ممارسوها أكثر من الهم على القلب وأصبح المواطن في حيرة بين الأسعار والنتائج.

ومن ثم فإنني أدعو وزارة التجارة ومجلس الغرف التجارية السعودية إلى دراسة هذه الظاهرة الخطيرة على التجارة والسوق التجارية فبعاد المغامرين والوارثين والأثرياء بدون جهد من الإضرار بالآخرين من أصحاب الاختصاص.. والله الموفق.