عجائب..
أي - والله - إنها عجائب من هؤلاء العرب الذين يتركون بلادهم تستقدم غيرهم إلى بلاد العرب من كل بلاد الدنيا ليقع هذا الخلط الذي نراه في الأخلاق واللغة والتربية والسلوك ونشاهد هذه الإجراءات والجرائم التي تقلق السلطات ثم نقرأ – ليل نهار – عما يعانيه أخوة عرب يعيشون في المهاجر بأوروبا وأمريكا من اضطهاد وإذلال وطرد وفي بعض الأحيان قتل..
ومع ذلك يقول الكاتب الجزائري الطاهر بن جلون في ختام كتابه الذي يصف مدى الحقد والكراهية التي يعامل بها العربي في فرنسا.. يقول ومع ذلك فإنني أعيش في فرنسا.. فرنسا بلد الحريات.. بلد الهاربين من الظلم، بلد حقوق الإنسان..
حتى المثقفين العرب، بل المفكرين منهم لا يفكرون بأنفسهم في العودة إلى أوطانهم للمشاركة في تطويرها وتنميتها بل تضطر لجنة حكومية أوروبية في جنيف لاتخاذ خطة لتسهيل عودة هؤلاء المفكرين إلى بلادهم وكأنهم أطفال غير راشدين توجههم أوروبا لأداء واجبهم نحو أوطانهم، وبتعبير أصح تطردهم إلى بلادهم غصبا عنهم لا بدوافع وطنية ولا بأحاسيس انتمائية؟؟
أليست هذه إحدى عجائب الدنيا التي نعيشها؟؟
والأدهى والأمر أن نيجيريا هي الأخرى بدأت تحذو حذو أوروبا وأمريكا لإجلاء الأجانب من بلادها ومنهم العرب طبعا ولولا العلاقات الحسنة بين نيجيريا وبعض البلاد العربية وفي مقدمتها هذه المملكة لكان مصير العرب المهاجرين إليها أسوأ من مصيرهم الأوروبي..
والإنسان العربي المقيم داخل بلاده يتساءل: ماذا يدفع أخوته هؤلاء إلى الهجرة والبقاء في هذه المهاجر مكروها مرذولاً بعد أن يكون قد استكمل علمه –إن كانت هجرته من أجل العلم-؟ ولماذا لا يعود إلى وطنه ليعمل فيه ولو بمردود أقل لأن للوطن حقوقا ولمواطنيه أيضا حقوقا بل ضريبة يجب أداؤها عن طيب خاطر وراحة نفس..
وعلى فرض أنه يحصل على مردود أكثر خارج بلاده فإنه يخسر الكثير في نفسه وفي أولاده وفي لغته وهويته العربية..
فما هي الدوافع على البقاء على هذا الضيم؟ أهي الحرية المزعومة في بلاد الحريات، أم الحرية الأخلاقية بالانطلاق والإفلات من كل القيم والأخلاق والمثل؟؟
فارجع أخي العربي إلى بلادك – وبلاد العرب كلها بلادك – لتعيش فيها مكرما عزيزا، ودعك من ترديد شعارات الحرية التي ملأوا بها رأسك..
والله الهادي إلى سواء السبيل..
معلومات أضافية
- العــدد: 6515
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.