زمن غاض فيه الوفاء، وتضاءل عدد الأوفياء كان يعيش الصديق الحبيب والأخ الودود أحمد فاضل كابلي كالغريب وفي لمح البصر وعلي غرة من محبيه وأصدقائه وأهلية واختطفته يد المنون التي هي من قدر الله الذي لا حيله لأحد فيه ولا مناص من الاستسلام له طمعا ًفي ثواب الله وحسن جزائه الذي أعده للصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون وهذا ما رددناه عندما فجعنا بخبر وفاته نسأل الله حسن الجزاء لكل من فجع فيه فصبر واستسلم.

أجل.. مات أوفي الأوفياء ولكنه أيضاً لم يمت وليس في ذلك تناقض لسببين أولهما أن من يخلف ذكراً حسناً لا يعد في الأموات فالذكر للإنسان عمر ثان كما يقولون، والسبب الثاني أولئك الذين أخذوا عن أبيهم دماثة الخلق وكرم المعشر وخلق الوفاء كما عرفهم زملاؤهم ومن في أعمارهم بارك الله فيهم وألهمهم الصبر. 

مظاهر الوفاء في حياة الفقيد أكثر من أن تحصي ولكن هذه العجالة لا تتسع لسردها وعقلي مازال تحت تأثير الصدمة فأكتفي ببعضها الظاهر لكل ذي عين فقد دأب رحمه الله على أن يكون البادئ دائماً بالسؤال عن أصدقائه ومحبيه في كل مناسبة بل كلما طال عليه الزمن دون أن يراهم يسأل عنهم ويطمئن على أحوالهم ويهنئهم في المناسبات ويواسيهم في الأحداث ويشاركهم في المسرات والمضرات ولا يتردد في المشاركة مهما كانت ظروفه الصحية حتى قبل وفاته بليلتين فقط كان في مقدمة المشاركين في حفل تكريم المطوفين الذين قدموا خدمات ممتازة لحجاج بين المشاركين أكبر الأثر في نفوس المكرمين والمكرمين –بالكسر والفتح-

وإلي أن نلتقي – بفضل الله وكرمه – في مقعد صدق عند مليك مقتدر، عليك سلام الله ورحماته ومرضاته أنه كريم جواد، ومعقد الرجاء ومحط الآمال.

كتب قيمة

في مجال نشاطات التأليف والنشر الذي تشهده المملكة أفضل على بعض الأخوة المؤلفين مؤلفاتهم الجديدة فقد تلقيت من الأخ الدكتور جميل أحمد ظفر الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى مؤلفه القيم (النحو القرآني..قواعد وشواهد) وهو عبارة عن بحث أعتمد فيه شواهد من القرآن الكريم في القضايا النحوية بدلا ًمن الاعتماد على النصوص الشعرية قصد بذلك تقريب المسائل النحوية لأذهان طلاب العلم.

كما تلقيت من الأخ الدكتور عبد اللطيف بن دهيش الأستاذ بجامعة أم القرى مؤلفه الجديد عن المكتبات الخاصة في مكة المكرمة وهو دراسة عن تاريخ وتعريف بالمكتبات الخاصة في مدينة مكة المكرمة وأهميتها والدور الذي قام به علماء هذه المدينة المقدسة في نشر العلم والمعرفة.