صباح الخير
تهتم أكثر الدول بالسياحة وجلب السياح إليها وتنفق في ذلك الشيء الكثير لتجنى أضعافه من الأرباح المحققة.
وقد قرأت أخيراً أن إيطاليا تستقبل كل سنة اثني عشر مليون سائح تربح من ورائهم أكثر من 60 مليون جنيه بالعملات الصعبة غير المنافع الاقتصادية التي تعود على الشعب الإيطالي، كما تحصل مصر سنوياً على مليون سائح و16 مليون جنيه.
والمسلمون - والحمد لله - كثيرون يزيد تعدادهم على أربعمائة مليون وقد ألزمهم دينهم زيارة هذه البلاد ولو مرة في العمر، وفي استطاعتنا أن نجتذبهم لأكثر من مرة إذا نحن جعلنا من مواطن الحج بلاداً سياحية في النطاق الإسلامي فنهيئ لهم على الأقل مدائن تضاهي في العمران ومناظر الطبيعة والسكن والمطعم والمشرب والمواصلات أية عاصمة من عواصم البلدان المتمدنة، والحكومة هنا تصرف على السواح والحجاج بدلاً من أن تستفيد منهم فهي قد أعفتهم منذ سنوات من الرسوم التي كانت تتقاضاها منهم ونشأ عن ذلك أن اندفع إلى الحج الفقراء والمتسولون وأحجم عنه القادرون والموسرون نتيجة لهذا التزاحم واختلاط الحابل بالنابل.
نكتب هذا بمناسبة ما قيل من أن مجلس الشورى الآن يدرس بالاشتراك مع المختصين أموراً من شئون الحج والحجاج راجين أن تشمل هذه القرارات تحسينات في وضع هذه المواطن من الناحية العمرانية السياحية من جميع أطرافها.. شوارع.. فنادق.. مطاعم.. حدائق.. مواصلات.
مداخل المملكة.. وسدها في وجه كل مجهول أو متسول لا يملك زاده وراحلته..
موارد تنفق على نفس هذه الأمور وصيانتها دائماً وإدخال تحسينات عليها..
هذا ما وددنا أن نكتبه الآن بدافع الإخلاص لديننا ووطننا، فديننا يأبى أن يكون الحج على هذه الصورة.. جوع.. ومرض.. وتشرد في الشوارع وتسول في المساجد، ووطنيتنا تأبى علينا أن نرضى بهذه الصورة المزرية التي يظنها بعض الحجاج أنها أصيلة لا وافدة والله الموفق.
معلومات أضافية
- العــدد: 2845
- الزاوية: صباح الخير
- تاريخ النشر: 19/7/1379ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.