قضية الزواج ومشاكله لا يصح أن تعالج بهذا الأسلوب المثير المنفر الذي يزيد الخرق اتساعا فهذا الفريق يحمل ذلك الفريق مسئولية قيام هذه المشاكل وذاك الفريق يرد على هذا بأنه هو السبب ويتبادل الفريقان التهم وقد تكون بعض التهم لها ظل من الحقيقة ولكنها لا تنسحب على العموم فينشأ عن هذا الحوار بعض التشنج الذي يفضي حتما إلى مزيد من النفور.

وإذا كان التعليم والعمل قد منحا الفتاة إحساسا برفض صورة من سيطرة الرجل التي كان يتمتع بها في عصر الأجيال السابقة فإن على الشاب أن يدرك هذا التنفير ويكيف نفسه مع متطلبات الحياة العصرية دون أن يفرط في مركزه القيادي في البيت فلا يستنوق الجمل ولكنه يبادل شريكه مشاعر المودة والرحمة والأخذ بسياسة إذا عز أخوك فيهن والإمساك بشعرة معاوية إذا شدها أحد الشريكين أرخاها الثاني.

ومن ثم فإن المشكلة لن يحلها هذا الحوار الدائر بين الجنسين والذي يحاول كل فريق أن يلقي اللوم فيه على الفريق الآخر ولكن المسألة في نظرنا تحتاج إلى دراسة أكاديمية تناقش على مستوى الجامعات والجمعيات النسائية في ندوات وأبحاث لتبادل الموضوع من مختلف جوانبه تتبادل هذه الأبحاث تطور المستويات العقلية في الرجل والمرأة وما أعتور حياتنا الأسرية من وسائل الحياة الحديثة ابتداء من التفكير في الزواج حتى الحياة في التبات والنبات وإنجاب الصبيان والبنات فإن التقاليد الجديدة التي حدثت في خطوات الزواج والبذخ الذي فرضه بعض المترفين ولا نقول السفهاء – بهدف المباهاة وحذى حذوهم بعض الفقراء بدافع المناظرة والتشبه بالأثرياء.

هذه التقاليد التي أصبحت حجر عثرة في إتمام عقد هذه الشركة المباركة، وإعاقة الجمع بين هذين العنصرين المكملين لبعضهما هي التي تجعل الشباب كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول.

فلتبدأ الجامعات ومراكز الأبحاث فيها بصورة خاصة بدراسة هذه الظاهرة وأسبابها من واقع الاستقراء والاستفتاء وتقريب وجهات النظر والجمعيات النسائية بمناقشة العوامل وممارسة النقد الذاتي وتقديم نتائج ذلك إلى الجامعات كجزء مكمل لأبحاثها للخروج بحل سليم وعلاج ناجح لهذه المشكلة التي سيكون لها خلفيات ضارة وخطرة إن بقيت بدون حل.