في اليوم العشرين من الشهر الحالي تحتفل البلاد السعودية من أقصاها إلى أقصاها بالذكرى الرابعة السعيدة لجلوس جلالة الملك سعود الأول على عرش هذه البلاد.

والأمم والشعوب لا تحتفي بذكرى يوم من أيامها إلا إذا اقترن ذلك اليوم بحدث من أحداث تاريخها قالت فيه خيراً أو حققت لها فيه أمنية.

وتولى جلالة الملك سعود الأول لعرش هذه المملكة أعقبته أحداث وأحداث كان فيها كثير من الخير.

ومثل هذه السطور تضيق – طبعاً – عن سرد تلك الأحداث خلال الأربع سنوات الماضية.

والحدثان البارزان – بل المفخرتان العظيمتان – في عهد الملك سعود هما: عمارة بيوت الله، ونشر العلم.

ففي عهد جلالته تمت عمارة المسجد النبوي وبدئ في عمارة المسجد الحرام وتوسعته ولم تترك مدينة ولا قرية من قرى المملكة دون أن يقام بيت من بيوت الله تقام فيه الصلوات وجماعة من الدعاة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.

ولئن اتسم العهد السعودي منذ أوله بنشر العلم فقد أربى عهد سعود كل عهد إذ ضوعفت فيه عدد المدارس وارتفع مستوى التعليم وزاد عدد البعثات، وأخذت الإذاعة والصحافة مكانها اللائق فأصبحتا من أقوى الدعائم لتثقيف الشباب والأخذ بيده إلى الخير والفضيلة.

فالإذاعة التي كان لا يسمع صوتها في بعض مدن المملكة أصبحت بفضل جهود جلالته تجلجل في أكثر أنحاء العالم حاملة رسالة التوحيد والدعوة إلى الله وستصبح بعد خطوتها القادمة – بإذن الله – مسموعة في العالم من أقصاه إلى أقصاه عندما تبث بقوة 450 كيلو وات بعد أقل من سنتين.

والصحافة التي ظلت عقيمة بعد إنجاب أم القرى والبلاد السعودية سنوات طويلة أنجبت خلال هذه السنوات الأربع رصيفات كثيرة فمن «حراء» إلى «الأضواء» ومن «اليمامة» إلى «الظهران» ومن «عرفات» إلى «الصحراء» والبقية تأتى فقد أصبحت العقيم ولودا والحمد لله.

وحراء إذ تكتفي بذكر هاتين المفخرتين من مفاخر عهد سعود تترك المجال للكرام الكاتبين كي يتحدثوا عن بقية المفاخر راجية أن تكون بهذا العدد المتواضع – وهو جهد المقل – قد شاركت الشعب السعودي في الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة مؤملة أن تتمكن في مستقبل الأيام – وقد توفرت لها الإمكانيات أن يكون تعبيرها أبلغ وتصويرها أبدع.