القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 84 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 22:42

مؤسسات المطوفين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا حديث للناس في مكة هذه الأيام إلا حديث المطوفين ومؤسسات المطوفين ومصير المطوفين كل يخوض في الموضوع حسب إدراكه للمشكلة ومن زاويته الخاصة باستثناء نفر قليل ينظرون إليها كمشكلة عامة لا تقتصر آثارها على عدد محدود من المواطنين ولكنها تعم المواطنين والوطن..

فالمطوفون أنفسهم ومن وراءهم يمثلون كثرة في المواطنين فإذا ما أدركنا الحقيقة المرة وكنا صرحاء ولم نحاول أن نخدع أنفسنا ونكذب عليها وجب علينا الاعتراف بأن كل الآثار السيئة الناتجة عن تدهور أوضاع هذه المهنة تنعكس على عدد آخر من المواطنين هم الطوائف المتعاونة مع المطوفين كالوكلاء والزمازمة وبالتالي على سمعة الوطن وكرامته..

لقد بلغ من استخفاف بعض المطوفين بسوء هذه الأوضاع أن يرفض أية خطوة للإصلاح متسائلاً: ألسنا آكلين؟! ألسنا شاربين؟! ألسنا عائشين؟! فلماذا تفكرون في إصلاح أوضاعنا؟!

أما كيف يأكلون؟ ومن أين يشربون؟! وما هي الحياة  التي يعيشونها؟! وما هو مستقبلها القريب أو البعيد فإن هذا ليس موضع التفكير وعلى حد تعبيرهم الأتكالي "أحيني اليوم وامتني غداً"..بهذا الأسلوب يفكر بعض المطوفين، وهناك تفكير آخر مصدره الخوف.. الخوف من المستقبل المجهول والقناعة بالحاضر على علاته.

 إنني أعرف أن كلمتي هذه ستغضب فريقاً من إخواني المطوفين ولكن لا على طالما أنى أقول الحق وأهدف من ورائه مصلحتهم جميعاً لا مصلحة فريق على حساب فريق..

كل شيء في بلادنا تقدم وتطور وقطع أشوطاً في طريق التنظيم بفضل انتشار التعليم وتواجد الوعي وارتفاع المستوى العقلى إلا شيئاً واحداً هو مهنة التطويف  التي سارت إلى الوراء مادياً ومعنوياً..

مادياً باستفحال شأن السماسرة وتحكمهم واستغلالهم للصراع الدموي الذي نشب بين المطوفين حتى أكل بعضهم البعض ثم جاء السمسار فأكل الأكلين..

ومعنوياً بحرب التنافس  التي استعر أوارها بين أبناء الطائفة حتى غزا الأخ حجاج أخيه سالكاً كل الطرق لتحويلهم إليه أحياناً بالذم وأحياناً بالتذلل والإلحاف الأمر الذي حط من قدر المطوف في نظر الحاج.

والأنكى من ذلك أن مكاتب السياحة في الخارج أخذت تفكر في الاستفادة من رحلة الحج وتحويلها إلى رحلة سياحية تحقق لها ربحاً طيباً ودخلاً وفيراً مأخوذاً من دخل المطوفين استغلالاً لهذا الصراع الذي حمى وطيسة خلال العامين المنصرمين بصورة مفزعة.

لقد قامت بعض المؤسسات السياحية في بعض البلاد الإسلامية والعربية بتنظيم رحلات لحجاجها إلى هذه البلاد وتولت هي خدماتهم بدلاً عن المطوفين ولم يبق للمطوف إلا أن يأخذ أجر اسمه المستعار.

بعض هذه المؤسسات قام بخدمة حجاجه أحسن خدمة فضاعف من أرباحه وبعضهم قنع بما قبضه من المطوف وأهمل الحجاج ثم ألقى المسئولية على المطوف.

وبعض الحكومات ساءها ما يلقاه حجاجها على يد بعض المطوفين فأخذت تفكر هي في الاختيار لهم واختار بعضها فعلاً مطوفين لحجاج بلادهم ضماناً لحسن خدماتهم وتيسيراً لجمعهم في منطقة واحدة وتسهيلاً للخدمات  التي يمكن أن تؤديها لهم بعثاتها الصحية وغير الصحية.

فلماذا نترك غيرنا يتولى هذه الأمور وهي من صميم أعمالنا؟! لماذا نرضى أن تهدر مصالحنا على صورة من الصور بينما تفتح لنا الحكومة كل الأبواب للحفاظ على مصالحنا وتنظيم شئوننا؟! دون أي مبرر إلا عقدة الخوف! الخوف من أن يأكل بعضنا حق بعض فى الوقت الذي نسمح للسمسار أن يأكل حقنا عن طيب خاطر بل وإكرام له.. الخوف من أن يشاركنا دخلنا أخوة لنا ومن بني وطننا وسينفقونها في بلادنا بينما نرضى أن يشاركنا الدخيل الذي يحصل منا على نصيب الأسد ليخرج به إلى بلاده دون حمد أو شكور.. الخوف من الدولة أن تستولي مستقبلاً على خدمة الحاج ومصالحهم وهو خوف وهمي لا يستند على شيء من الحقيقة وإنما يبثه أصحاب المصالح في الأوضاع الفوضوية ولن تعدم الفوضى محبين ولكنهم قلة والحمد لله..

على إثر ما نشر عن التنظيمات الجديدة للمطوفين تحدث إلى الكثيرون عن الوثيقة ثم عن المؤسسات كما تلقيت عدداً من الرسائل والبرقيات تناشدني إبداء الرأي في ذلك بما يحفظ مصالح المطوفين.

وأنا منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أنادى بالعمل على الحفاظ على مصالح المطوفين والحجاج والبلاد متحملاً عن ذلك الكثير من جهل الجاهلين ماضياً في المناداة بما اعتقده خيراً لوطني وأبناء وطني في الإطار العام لا التفت إلى المصالح الفردية..

والآن وأنا من دعاة التخصص كمرحلة انتقالية لتحويل خدمة الحجاج إلى مؤسسات تقضى على السمسرة نهائياً أود أن أؤكد لإخواني المطوفين أن كلا المرحلتين في مصلحتهم إذا أحسنوا التصرف وتجاوبوا مع أجهزة الدولة واختاروا مجموعة من ذوى الرأي والخبرة لدراسة الخطوات المطلوبة وطرق تنفيذها ووضعا الخطط السليمة  التي تكفل مصالحهم..

أما استقبال كل خطوة بطريقة: ما نقبل.. ما نقبل.. فإنها حتما ستؤدى إلى وضع أمورهم في يد غيرهم.

وليحذروا الموسوسين الذين يستغلون فيهم عقدة الخوف فيصورون لهم كل خطوة صورة منفرة.

 إنني أهيب بالواعين من المطوفين وأذكر منهم على سبيل المثال الأساتذة أحمد سباعي، على أبو العلا، فيصل بباوي، يوسف خضري، صدفة سمنودي، أحمد كابلي، حسين بوقس، مصطفي الدقيري، أمين راوه، عبد الرحمن مؤمنة، وإبراهيم سجيني.. وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه أن يتنادوا مصبحين أو ممسين لعقد اجتماع أو اجتماعات يتدارسون الأمر ويضعون الأسس والتنظيمات  التي تحقق للحجاج خدمات أفضل وللمطوفين حفظ حقوقهم وللسماسرة قطع دابرهم وسترحب وزارة الحج بكل ما يردها من أفكار وآراء ودراسات واقعية تتحسس الداء تحسس الطبيب ثم تصف له الدواء..

 إنني لا أراهم معذورين وكل هذا الكلام يدور حول المهنة وكأن الأمر لا يعنيهم أو يعنى بلادهم اتخذ بعضهم سياسة إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب واتخذ البعض الآخر طريقة التوقيع على مضابط: ما نقبل.. ما نقبل.. وكلا الأمرين أحلاهما مر، فالسكوت حين يجب الكلام قصور في أداء حق العلم والمعرفة، والسير في ركاب جماعة: ما نقبل.. ما نقبل لم يعد سيراً في الطريق المأمون.

كما أرجو من بقية المطوفين.. ألا يتعجلوا التوقيع على المضابط المعارضة قبل أن يفهموا كل فكرة ويناقشوها ويساعدوا المهتمين بأمورهم على الوصول إلى الحلول الصحيحة النافعة.

علامات استفهام

1- صرح مسئول في وزارة الحج والأوقاف تعقيباً على كلمة سابقة لي عن مشروع عمارة مكتبة الحرم بأن عمارتها أسندت إلى المعلم بن لادن.

والمطلوب الآن من المعلم أن يسارع في البدء في المشروع للاستفادة منه وصيانة للمنطقة من وضعها الحالي..

  2- ومضيات باب السلام أو ميدان القشاشية موضع تساؤل كبير.. إذ أن الشركة القائمة بالمشروع نشطت نشاطاً ملفتاً للنظر في فترة من الفترات حتى كانت تعمل ليلاً ونهاراً ثم توقفت توقفاً مفاجئاً وطال الوقوف والوضع كما هو والميدان في حالة مضطربة والروائح تزكم الأنوف فهلا عادت الشركة إلى نشاطها؟..

معلومات أضافية

  • العــدد: 2537
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا