الوجبة الغذائية.. والبديل
في دراسة قيمة نشرتها مجلة اليمامة الغراء في بابها الأسبوعي "قضية الأسبوع" انتهت الدراسة إلى أن 624 ألف طالب دخلوا الحياة العملية دون أن يواصلوا تعليمهم أثناء خطط التنمية الثلاث ويعتقد أن 90% من هؤلاء اضطروا لترك التعليم تحت ضغط حاجة آبائهم أو أمهاتهم لعملهم.
ذكرتني هذه العبارة بأمر طواه النسيان وهو الوجبة الغذائية التي كانت تصرف للطلاب ثم تقرر إبدالها ببدل نقدي - كما طالبنا وطالب غيرنا أثر النتائج السيئة التي أسفرت عنها تجربة تقديم معلبات للطلاب كانوا يقذفون بها في أفنية المدارس.
ولكن وزارة المعارف عندما أرادت صرف البديل نقداً عمدت إلى طريقة نفرت أكثر أولياء أمور الطلاب إذ طالبت بصكوك شرعية تثبت حاجة أولياء الأمور إلى هذا البديل كإعانة أي إثبات فقرهم وعوزهم وهي حالة يأنف السعودي من إعلانها - إلا في النادر القليل.. لأنها صورة من صور السؤال المنهي عنه شرعاً ولقد أثنى الله على المتجملين من فقراء المسلمين فوصفهم بأنهم لا يسألون الناس إلحافا وتحسبهم أغنياء من التعفف ولهذا أعرض عنها الكثيرون وكتبنا نحن عن هذا في حينه وقلنا أن الوجبة الغذائية كانت تصرف للجميع فقيرا وغنيا – لأنها ليست زكاة ولا صدقة ولكنها مكرمة وإكرام والفرق بين هاته وتلك كبير.
وقلنا أيضا أن هناك حرجا كبيرا للتلميذ الغض والطالب الكبير بين زملائه. وتحطيم لنفسيته عندما يتسلمها باعتبار أن والده فقير ومحتاج ووالد زميله الذي قد يكون محتاجا ولكنه ترفع عن أن يثبت فقره وحاجته ويدعو الناس للذهاب معه إلى المحكمة للإدلاء بشهادتهم فيفضح نفسه وقد ستره الله.
ولكن وزارة المعارف لم تقتنع برأينا واستمرت على طريقتها ونعتقد أنها حجبت هذه المكرمة عن الكثير ووفرت الكثير من هذا البند.
تذكرنا هذه المسالة ونحن نقرأ أثر الحاجة على استمرار التعليم وتأثيرها على خطط التنمية الثلاث على أساس أن 90% ممن تركوا التعليم كان تركهم له تحت ضغط أولياء أمورهم فلو أننا صرفنا البديل عن الوجبة الغذائية للجميع كالوجبة الغذائية نفسها لكسبنا آلاف الطلاب من المتعلمين بدلا من انسحابهم.
ومن ثم فإننا نكرر مطالبتنا لوزارة المعارف بإعادة النظر في موضوع هذه المكرمة التي نتوقع أن يكون لها مردود عظيم على التعليم والله الموفق.
معلومات أضافية
- العــدد: 77
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.