القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 162 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:36

الأجازة غدا

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ظاهرة سيئة جدا تتفشى في مجتمعنا نتيجة لأننا جبلنا على العطف والعاطفة الرقيقة فإذا جاءنا شخص يتباكى أو يتباءس أو يرتدى ملابس بائسة وادعى الفقر والحاجة أسرعنا بتصديقه وقدمنا له العون لهذا نرى أن كثيرا من الوافدين يستغلون هذه الطيبة فينا ويجمعون بهذا الأسلوب الشيء الكثير من المال من جيوبنا نحن لا من جيوب الحجاج كما يتصور البعض. فالحجاج في السنوات الأخيرة بل معظمهم أصبحت أحوالهم المادية لا تكفي لمصاريف حجهم فيحملون معهم البضائع من بلادهم ليبيعوها هنا لإكمال نفقة حجهم وإذا أراد أن يتصدق الحاج على سائل فإنه يتصدق بقروش بينما يتصدق السعودي بالريالات ولهذا أصبحنا مطمعا وسارت بسمعتنا الركبان إلى درجة أن بعضا من الوافدين أصبحوا يحضرون باسم الحج والعمرة ليجمعوا من الصدقات الشيء الكثير بوسائل تخفي على رجال مكافحة التسول فهم يقتحمون المكاتب والشركات بل والبيوت هذا يدعى أنه مشرد من بلد كذا وآخر يذكر أنه فقد كل ما معه من النقود في السوق وثالث يزعم أنه جاء ليدرس بالجامعة فلم يقبل وليس عنده قيمة التذكرة ورابع يقول أنه يدرس في دولة مجاورة ولا يجد ما يعيش منه وجاء يطلب النفقة وهكذا سلسلة من المزاعم التي تختلف حسب الأجناس وتثير في نفوسنا العاطفة والشفقة.

وإلى هنا لا ملامة علينا نحن فإنها خصلة حسنة فالكريم حبيب الله – كما يقال – ونسأل الله أن يديم علينا نعمة العطاء لأن اليد العليا خير من اليد السفلى.. لكن المشكلة الكبرى والتي أورثت مجتمعنا شيئا من التسيب فلم يعد المجرم أو المسيء يخشى عاقبة إجرامه أو إساءته طالما اطمأن إلى أن هناك وساطة – أو يعتبر آخر شفاعة – تنجيه من العاقبة الوخيمة فالنفوس الطيبة كثيرة والساعون في الخير – وإن كان هذا ليس خيرا – أكثر وما أسرعنا إلى المشي في هذه الأمور دون تفكير فيما سوف يترتب على هذه الشفاعة من استخفاف المجرمين والمسيئين وعودتهم إلى ما فعلوه ثانيا وثالثا ما دام أن لعائلته علاقة بفلان أو معرفة بعلان أو رحم أو نسب مع زيد... يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا) والشفاعة السيئة هي المخالفة لشريعة الله وكفل بمعنى نصيب أو حظ من وزرها. إن هذه الآية من كتاب الله فيها نذير شديد لمن يتشفعون في مجرم أو مسيء متعمد مارس إساءته وهو يعرف مدى أضرارها بالآخرين وبالمجتمع.

فلنحذر الشفاعة والوساطة إلا في الخير.. الخير غير المشوب بالشر والأذى ولنترك كل مجرم أو مسيء يلقى جزاءه ليتوب إلى رشده ولا يعود لما نهى عنه ولنبادر إلى الشفاعات الحسنة ليكون لنا نصيب منها.. من ثوابها وأجرها.. فهل نعي هذا الدرس القرآني؟!

معلومات أضافية

  • العــدد: 45
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا