قال محدثي: ألم تزر مصنع الشركة الوطنية لمنتجات الألبان؟! قلت: لا .. ولم أسمع به. قال: أنه قائم بالكيلو 7 من جدة إلى مكة وقد بدأ عمله ونزل بعض إنتاجه إلى الأسواق.. قلت وما منتجاته؟ قال: هات يدك وعد على أصابعك: الجبن.. اللبنية.. اللبن الزبادي.. اللبن الرايب.. كريم. آيس كريم.. حليب بالشيكولاتة.. الخ.

قلت: ومن مؤسسه؟! قال: شلة من الشباب أرادوا أن يقدموا خدمة لبلادهم دون ما دعاية سابقة وضجيج وها هو المصنع بدا يوزع إنتاجه بالأسواق ولم تسمع به أنت وكثيرون أمثالك.

هذا هو الحوار الذي دار بيني وبين صديق قديم تذكرت على أثره تلك الضجة الكبرى التي عشنا فيها قبل شهور عن صفقة الجبن التي استأثر بها فلان واحتكرها علان وارتفع سعر الجبن المستورد وارتفع تبعاً لذلك الجبن المحلي كل ذلك نتيجة لعدم عنايتنا بالصناعات حتى البسيط منها.

وقد ذكرني مصنع الألبان المجهول هذا بمصنعين من مصانع الحلوى لا يعرف الناس عنهما إلا القليل مصنع بالمسفلة وآخر بأم الدود.

ولا أدرى أهو الجمهور المسئول عن عدم تشجيعه لهذه المصانع؟َ!

أم هم أصحاب المصانع الذين يبخلون بتكاليف الدعاية ولست أعني بالدعاية الإعلان في الصحف فحسب بل الدعاية بكل وسائلها وطرقها المعروفة وها نحن الآن على أبواب أكبر موسم لتوزيع الحلوى وازدهار سوقها فماذا عمل صاحبا مصنعي الحلوى من أجل لفت الأنظار إلى إنتاجهما؟!

وبعد فإني أريد أن أعود إلى مؤسسي مصنع الألبان وأنا لا أعرف واحداً منهم.. أريد أن أعود إليهم فأحييهم وأهنئهم على هذه الخطوة وأتمنى لمصنعهم نجاحاً يكافئ ما بذلوه من جهد وأمل أن يكونوا أسوة لغيرهم ولنبدأ بالصناعات الخفيفة ثم نخطو بالتدريج إلى الأكبر فالأكبر فنستغني بالتدريج أيضاً عن كثير مما نستورده الآن ونمضى في طريق الاكتفاء الذاتي.