الرجوع إلى الحق فضيلة
بعد كل هذه الاستنكارات البرقية والصحفية من شعوبهم من زعماء ورؤساء قبائل وأحزاب التي ملأت الدنيا ولا تزال تدوي ضد القادة والحكام الذين وقفوا بجانب العدوان وناصروه ضد شقيقتهم الصغرى الكويت بالإضافة إلى سبق العالم كله دولا وشعوبا إلى نفس الاستنكار ومطالبة المعتدي بالانسحاب.
بعد كل هذا من الفواحش والجرائم التي مارسها العدوان بحق شعب الكويت وحكومته بل وضيوفه من مختلف الجنسيات والمقيمين فيه ممن لا ناقة لهم ولا جمل وكان المفروض أن يحملوا إلى ديارهم معززين مكرمين إذا لم يكن هناك متسع لإبقائهم في الكويت والاستفادة منهم دون إلحاق أي أذى بهم.
بدلا من سوقهم عبر الصحاري الحارقة مشردين دون طعام أو شراب أو حتى ما يقيهم حرارة الجو ولفح الصحراء لتعطف عليهم الجمعيات الإنسانية في العالم ليقيموا لهم المعسكرات ويوزعون عليهم الطعام والشراب في تزاحم وصراع ذاقوا معه الأمرين وذلوا بعد عز وافتقروا بعد غنى.
بعد هذا وما هو أسوأ منه من المقت والاحتقار لهؤلاء الذين أضلهم الله على علم هلا وجدوا في أنفسهم الشجاعة كي يعترفوا بالخطأ ويلجأوا إلى البقية - إن كان هناك بقية من اعتذار ورجوع إلى الحق والرجوع إلى الحق فضيلة كما يقولون؟!
وإذا لم يجدوا في أنفسهم القدرة على ذلك فليعتزلوا الحكم ويفسحوا المجال لغيرهم من الشاجبين للعدوان المستنكرين له لتنضم بلادهم إلى أنصار الحق وتلحق بقافلة العالم المتحضر وتسير في ركاب العدالة والإنسانية والسلام التي تنشدها كل دول العالم.
بدلا من تعريض شعوبهم لمهالك لا قبل لهم بها وأمور لا مصلحة لهم فيها بل مجرد مصالح شخصية لأولئك القادة والحكام يشبعون بها نهمهم إلى المال والسلطة مما هو مجرد أحلام وعدهم الشيطان بها من الغنائم الوهمية التي صورها لهم وخدعهم بها واستخفهم بها فأطاعوه.
إننا ننصحهم وقد انكشف الغطاء وبرح الخفاء أن يبادروا إلى الرجوع إلى الحق قبل فوات الأوان مما يحسب لهم شجاعة وحزما وحرصا على مصالح شعوبهم وليس في ذلك ما يضيرهم بل يعد مفخرة لهم وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والتمادي في الباطل صورة من صور البغي والتاريخ حافل بخواتم البغاة ومصير الظالمين.
اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون.
معلومات أضافية
- العــدد: 22
- الزاوية: شمس وظل
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.