صباح الخير
قلت للصديق الدكتور نثار حيدر وقد مارس الطب أكثر من عشر سنوات في هذه المملكة: ما رأيك في هذه الضجة التي تثار الآن حول العقار الجديد «هـ-3) الذي اكتشفته آنا أصلان لإعادة الشباب؟!
قال الطبيب الصديق: ومن أنا حتى أتجرأ فأبدى رأيي في هذا العقار؟. إن مثل هذا العقار يجب أن يكون الرأي فيه للهيئات العلمية المحترمة التي تتيح لها إمكانياتها وبحوثها إبداء الرأي القاطع فيه، ولكن لا بأس من أن أحدثك عن رأى في هذا العقار نشرته مجلة «نيوزويك» الأسبوعية الصادرة بتاريخ 7 ديسمبر 1959.
لقد نشرت المجلة على صفحتي 46 و 47 منها بحثاً مع صورة مكتشفة هذا العقار قالت فيه: أن كثيراً من الأطباء العالميين في انجلترا وأمريكا الذين يعتبرون أساتذة الطب في العصر الحديث قالوا أن هذا العقار لا يستوجب كل هذه الضجة فإنه لا يختلف كثيراً عن أنه مادة تستعمل في البنج الموضعي وأن ما قيل من أنه يعالج الشيخوخة ويعيد الشباب أمر مبالغ فيه كثيراً وبعيد عن الحقيقة. ولقد نشرت مناقشات هؤلاء الأطباء مع الدكتورة أصلان عند زيارتها لإنجلترا للدعاية للدواء الجديد، نشرت كل المناقشات في المجلة الطبية الإنجليزية وهى مجلة علمية محترمة جداً ويعرف قيمتها كل من له علاقة بالطب إذ أن ما تنشره من موضوعات طبية يقرأ من جميع الهيئات الطبية في جميع أنحاء العالم.
هذا ما قرأته الآن في مجلة «نيوزويك» بعددها الأخير وأذكر أننى قرأت منذ شهر تقريباً في مجلة «الصنداي تايمس» أن جميع أطباء الهارلي استريت المشهورين عالمياً في جميع فروع الطب قد قرروا أن المادة «هـ-3» عبارة عن مادة «النوفوكايين» الذي يستعمل كبنج موضعي فقط .
قلت: إذن فرحة ما تمت للشيوخ الذين كانوا يريدون استعادة شبابهم لمشاركتنا في شبابنا.
قال: نعم فليس حقاً أن يأخذوا زمنهم ثم زمن غيرهم، ولكل أمة أجلهم فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون.
قلت: إذن وقد صدق المتنبي إذ يقول:
سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها منعنا بها من جيئة وذهوب
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.