خيبة أمل
قبل الكارثة التي أنزلها حاكم العراق بالدول العربية والإسلامية والتي سوف تعم آثارها العالم بأقسامه الثلاثة وذلك بغزوه دولة الكويت واجتياحه لأرضها وتدميره لعمرانها وسرقة ممتلكاتها.
قبل هذه الكارثة بقليل كان العالم العربي والعالم الإسلامي يتطلعان إلى العراق كمنقذ لفلسطين بعد أن أخذت غطرسة إسرائيل تتزايد وبعد أن أعلن حاكم العراق أن لديه القدرة على ضرب إسرائيل وإحراق نصفها.
وكنا نعد الليالي والأيام ليصبح هذا الحلم حقيقة ونسير كلنا وراء العراق لاسترجاع الوطن السليب ولم نك نتصور أنها خديعة بل ملهاة يريد أن يصرفنا بها عن نواياه السيئة وأحقاده السوداء التي ما لبث أن نفثها فجأة فراح يتحدث عن الأغنياء والفقراء ويركز النظر على أموال جاراته في الخليج يريد مشاركتهم فيها مرة بالإعفاء عن الديون وأخرى بوجوب الدفع مجددا وثالثة بضرورة مقاسمته لهم فيما رزقهم الله من ثروة ومواقع استراتيجية.
ولم يمهل جاراته للتفكير والتفاوض وتقديم ما يمكن تقديمه من غير إخلال بالموازين فلكل دولة ظروفها ولكل دولة مسئولياتها ولكل دولة شعب هي الأمينة على حقوقه وما بين غمضة عين وانتباهتها حول أفواه نيرانه وجحيم حقده من إسرائيل إلى أقرب جارة هي الشقيقة الكويت ليحرقها كلها لا نصفها كما كان رقيقا بإسرائيل فلم يرد حرق أكثر من نصفها أما الكويت الجارة والصديقة والمساعدة على النكبات فلتحرق كلها ولتحتل بأكملها ولتنهب أموالها وتدك قصورها ويشرد شعبها – ينجو من ينجو ويموت من يموت في الصحراء عطشا وجوعا ويغتصب نساؤها – لأن هذا هو الذي يستطيعه.
أما إسرائيل فما قاله عنها مجرد أحلام داعبته في المنام فراح يحكيها في الصباح لإلهاء الدول الإسلامية والعربية عن مؤامرته الكبرى ضد جيرانه وأشقائه العرب الذين كانوا له في ساعة العسرة والذين بنى قوته التي راح يتبجح بها ويستعرض عضلاته من أموالهم وحسناتهم.
وإن الله لا يهدي كيد الخائنين.
معلومات أضافية
- العــدد: 16
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.