رجال المرور في القاهرة هذه الأيام مشغولون بتنظيم مرور المشاة بدلا من تنظيم مرور السيارات !! لقد ضبطت الإشارات الحمراء والخضراء نظام مرور السيارات وظل مرور المشاه عقدة العقد في تنظيم المرور، لقد كان المشاة - في القاهرة - كأي بلد عربي آخر يسيرون على هواهم وكيفما اتفق، تركوا أرصفة المشاة وخاضوا المعركة مع السيارات وسط الشارع، يقطعونه من أي جزء منه.. بعضهم يلتفت يمينا وشمالا – وقليل هؤلاء – ثم يعبر، وبعضهم يعبر دون أي حساب للسيارات الذاهبة أو الآيبة، وإذا أوشكت أي سيارة أن تصطدم به أو يصطدم بها قذف السائق بنظرات شزراء ولسان حاله يقول: لماذا هذه العجلة؟؟ أو على مهلك سوق!! دون أن يحسب أي حساب لما عساه أن يحدث نتيجة لضعف الفرامل أو ارتباك السائق.

والنظام الجديد في مرور القاهرة هو إحداث غرامات لمخالفات المشاة وأعتقد أن ذلك جاء نتيجة لزيادة مخالفاتهم عن مخالفات السائقين.. وظل السائقون زمناً طويلا يتجرعون مرارة غرامات المخالفات ويتحملون وحدهم نتائج مخالفات المشاة.

أما الآن فإن المخالف وحده هو الذي يتحمل جريرة مخالفته فقد حظر على المشاة أن يقطعوا الشارع إلا من الممرات المخصصة للعبور، وعندما تفتح لهم الإشارة - يقف جندي المرور لحمايتهم من غائلة السيارات.

كما أصبح محظوراً على المشاة أن يمشوا على أرض الشارع بل عليهم أن يمشوا فوق الأرصفة فقط إلا في أحوال استثنائية من الزحام وضيق الأرصفة عن استيعابهم فإنهم يمشون حذاءها تماما.

وعلى مخالف هذه التعليمات من المشاة إذا ضبط بها أن يدفع غرامة قدرها خمسة وعشرون قرشا حيث يقاد إلى أقرب (كشك) في الشارع لدفع الغرامة دون جدال غير أن رجال المرور ما زالوا يتسامحون مع المشاة الذين يخالفون سهوا أو بدون قصد فيلفتون انتباههم، أما إذا كانت المخالفة مع الإصرار فإنه لابد من التغريم.

والذي يبدو لي أن الناس في القاهرة سيألفون هذه الطريقة في السير والعبور وسوف لا يحتاجون إلى جنود يدربونهم عليها كما هو واقع الآن وهو إجراء ناجح أكثر من إجراء "شهر المرور".

كتبت هذه المشاهدة.. هدية لدوائر المرور في بلادنا!!