بعض الصحف السعودية تلجأ إلى أسلوب جديد للتهجم على الجمهورية العربية المتحدة.. إنها تهاجم الصحف في إقليمي الجمهورية وتهاجم كتاباتها.. كل الصحف بلا استثناء.. حظيت بهذا الشرف.

هل يفهم السادة الكتاب السعوديون ما "يكتبونه"؟!

هذه العبارة جاءت حرفياً في أحد أعداد مجلة روز اليوسف المصرية رقم 1694 سودها قلم كاتب من كتابها..

وصدر العبارة كلام لا يمكن أن يكون مقبولاً أو معقولاً لأنه غير صحيح وغير واقع. فالصحف السعودية والكتاب السعوديون لم يهاجموا قط الشقيقة الجمهورية العربية المتحدة ولا صحفها في سوريا ومصر كما زعم الكاتب الروزيوسفي.

وكل ما حدث أن بعض النقاد تناولوا الصور الخليعة في بعض المجلات، والقصص الغرامية والأدب المكشوف.. وهو ما تتناوله المجلات المصرية. كالأزهر، ولواء الإسلام وغيرهما.

وليس من حق هذا الكاتب الروزيوسفي - إن صح هذا التعبير - أن يقول هذا الكلام على عواهنه مرسلا بدون تثبت.

أما تساؤله بعد ذلك: فهل يفهم السادة الكتاب السعوديون ما يكتبون؟!

فقد استوقفني واستوقف الكثيرين لنسأل ماذا يعني؟!

إن ما يكتبه الكتاب السعوديون إنما يكتبونه باللغة العربية وهي لغتهم الأصلية التي أجادوها قبل أن يلقنها أجدادهم لأجداد السيد الروزيوسفي.. منذ ثلاثة عشر قرنا.. إذن فهو لا يعني الناحية اللغوية.. فهل يعني الكاتب أن الكتاب السعوديين إنما يرددون رأي غيرهم دون أن يفهموا ما يكتبونه؟!

لا أحسب هذا أيضا، فإن من المعروف والمشهود أن الصحافة السعودية وكتابها السعوديين لم تلوث ضمائرهم الحزبية. ولم تنفذ أقذار الاستعمار إلى جيوبهم، ولم يكتب أحد منهم قط غير ما يعتقد – زلفى إلى حاكم أو رهبة من حديده وناره.

ولم يسجل تاريخ الصحافة السعودية أن كاتباً من كتابها قال عن الشيطان أنه ملك ثم دار الزمان دورته فإذا بنفس هذا الكاتب يعيد الملك شيطانا دون ما حياء أو خجل..

صحيح أن تاريخ الصحافة السعودية والكتاب السعوديين قصير ولكنه على العموم شريف ونظيف.. فقد تكون فيه المجاملة ولكن ليس فيه النفاق، ولا الافتئات ولا تزوير الحقائق.

إذن فماذا يعني؟! لا أدري ولا أحد يدرى!! ولم يبق إلا على سيادة الكاتب الروزيوسفي أن يفصح لنا عن مراده لنجاوب على سؤاله الغامض.

وإلى أن يوضح الكاتب سؤاله نحب أن نؤكد له أن الكتاب السعوديين يفهمون ما يقرأونه وما يكتبونه، وفهمهم عن عقيدة وإيمان دون أي مؤثر خارجي.. وهم مثال يحتذى في نظافة اليد وعفة اللسان وشرف القصد.