القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 106 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 29 يناير 2013 18:31

كلمة الحق لا يقولها "كاتب" خائف "مقنع"

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لقد انقلبت المقاييس في عقول بعض الناس حتى أصبحوا يظنون أن الناس الآخرين مثلهم في عقلهم عوج وفي آرائهم شذوذ فبلغت منهم الصفاقة أن يسمو قائل الحق جهارا نهارا وتحت توقيعه منافقا ثم يطلقون على أنفسهم دعاة حق في الوقت الذي يتسترون فيه خلف توقيع كاتب أو مخلص أو أستاذ الخ.. هذه التواقيع التي يلجأ إليها من تخونه الشجاعة الأدبية أو يعجزه الإيمان بما يقول.

إن من يقول الحق لا حاجة به أن يتستر خلف توقيع (كاتب).

إن من يرشح نفسه لقولة الحق ينبغي أن يوطد نفسه على تحمل كل نتائج قولة الحق من أعداء الحق.

إن النفاق والتزلف أساليب سهلة يمكن لكل "كاتب" أن يتحلى بها فإنه ولو تستر خلف اسم مستعار يستطيع أن يشيع في المحيط الذي نافق له وتزلف إليه أن هذا الاسم المستعار هو اسمه وأنه هو كاتب كلمة النفاق التي يسميها بصفاقته "كلمة حق".

أما كلمة الحق فإنه لن يستطيع أن يجهر بها إلا الشجاع المؤمن بما يقول الموطن نفسه لكل احتمال ينتظر وقوعه نتيجة لقوله الحق هذه.

لماذا يختفى الناقد أو المنافق خلف اسم مستعار؟!

لسببين اثنين لا ثالث لهما: إما خوفا من سياط المنقود التي سيلهب بها ظهره أمام القراء لأنه ضعيف الثقة بوجاهة نقده، وإما عدم إيمان بما يقول في مجال النفاق والتزلف فهو يخشى مقت الرأى العام وسخرية الناس مما يقول.

نكتب هذا الكلام بمناسبة "الموضة" الجديدة التي ظهرت في صحافتنا فراح الكتاب "الشجعان" يختفون خلف أسماء مستعارة فينتقدون ويلومون ويرسلون الكلام على عواهنه دون اكتراث لمحاسبة القراء على الأقل فقد أصبح عندنا ولله الحمد وعى كامل يستطيع أن يسقط الكاتب إذا تهور أو تهوس ويرفعه إذا كتب عن إيمان وعقيدة.

والكاتب الشجاع الذي ينقد بتوقيعه الصريح - ولو أخطأ - أفضل ألف مرة من كاتب يتخفى وراء أسماء مستعارة هروبا من مسئولية نقده ولو كان مصيباً - .

إن كلمة الحق ثقيلة وكبيرة إلا على المؤمنين..

فليقلها بصراحة من كان أهلا لها مستعدا لكل ما ينجم عنها، وليدعها لغيره من أبناء بجدتها من تخونه الشجاعة عن الجهر بها وتحمل نتائجها دون اللجوء إلى الأسماء المستعارة.

إننا إن لم نفعل هذا فستنحرف الصحافة عندنا عن رسالتها وستصبح وسيلة من وسائل التشفي والانتقام ونعوذ بالله أن يأتي هذا اليوم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 450
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر: 25/1/1380ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا