القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 170 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 20 سبتمبر 2011 18:46

الأخلاق في سوق القماشين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

من الأعمال المستنكرة أخلاقيا وذوقيا هذه الأسماء التي يطلقها بعض باعة الأقمشة على أقمشتهم الخاصة بالنساء، وقد كانت إلي ما قبل سنوات مقبلة محتملة أما السنتين الأخيرتين وخاصة هذا العام فقد أسفّ هؤلاء القماشون إسفافاً بالغاً وتمادي بعضهم في رقاعة التسمية إلي درجة خطرة على الأخلاق والحياء لاسيما وكلنا يعرف أن كثيراً من النساء اللاتي لا عائل لهن يخرجن بأنفسهن لقضاء ما يحتجنه من الأقمشة، وقد كان هذا مقبولاً أيضاً عندما كان الحياء يظللنا رجالاً ونساء أما الآن وقد انقشع ذلك الحياء لا عن بعض الرجال فحسب بل عن بعض النساء حتى انقلبت الأوضاع فأصبحت لا تعدم أن ترى رجالا لا يستحون من التعرض للنساء ونساء لا يستحن من التعرض للرجال. أقول قد كان هذا - وأعني به خروج المرأة لقضاء حاجتها - مقبولاً في الماضي أما الآن فهو من التقاليد المستقبحة التي ستدفعنا إلي الانهيار الخلقي لا محالة - إذا نحن لم نعمل على تدارك الداء قبل استشرائه:

"أنا ما أقدر" و"مهجة فلان" و"مخ فلان" و"عيون فلان" و"عرق فلان" وغيرها مما استحي أن أجرى به قلمي، هي الأسماء المختارة هذا العام لبعض أسماء الأقمشة وهي أسماء رقعة كما تبدو لأول وهلة ويزيدها رقاعة وميوعة أسلوب النطق بها ولو قدر لك أن تسمع سائلة تسأل عن "أنا ما أقدر" وبائعاً يعرض أسماء هذه الأقمشة على مشترية لندى جبينك خجلاً وودت لو تسوى بك الأرض.

إن الحياء من الإيمان، وأخال أن هذه هى الخصلة الوحيدة التي ينبغي لنا التمسك بها إذا عجزنا عن التمسك بغيرها من الخصال وهي كفيلة أن تحمينا من كل رذيلة إذا تمسكنا بالحياء من الله ومن خلقه حق الحياء، أما إذا أضعناها فقد أضعنا كل شيء واستبحنا كل منكر وارتكبنا كل محرم وصدق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- «إذا لم تستح فأصنع ما شئت".

ومن المؤسف المحزن أن هذه الأسماء المائعة لم نسمع بها في أي بلد من بلاد الله وكأننا أحط الشعوب أخلاقاً مع أن ديننا ولا فخر من أكثر الأديان حرصاً على الفضيلة والحث عليها والنهي عن الرذيلة والتشجيع على اجتنابها وليس أدل على ذلك من قوله عليه السلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

فيا هؤلاء الباعة قليلاً من الحياء يكفي لصيانة أخلاقكم وأخلاق من يعاملنكم وفي الأسماء التي لا تتنافي مع الأخلاق - إذا كان لابد من التسمية - متسع واحذروا نقمة الله في أعراضكم إذا عبثتم بأعراض الناس....

ويا رجال .. حولوا بين نسائكم وبين التردد على المتاجر مهما كلفكم ذلك واقضوا لهن حاجاتهن صوناً لهن من عبث العابثين وميوعة المائعين لأنهن ناقصات عقل ودين...

وأنت أيتها الآمرة بالمعروف أليس خروج أعضائك لمراقبة هذه الحالات وصيانة الأخلاق ألزم من خروجهم يوم آخر أربعاء في صفر لمنع النساء والأنفال من دخول المسجد الحرام وفي الأعياد غير الرسمية؟ وهل كانت بدعة خروجهن إلي المسجد الحرام في تلك الأعياد أضل وأحق بالمحاربة من بدعة خروجهن في الشوارع والتردد على المتاجر والروائح والأصباغ.

أليس من النهي عن المنكر منع هؤلاء النساء بتاتاً من البيع والشراء خاصة في هذا النوع من الشراء ولن تعدم المرأة التي لا رجل لها جاراً أو قريبا يقضي لها حاجتها ؟!.

سمع عمر بن الخطاب امرأة تتغني بشعر فيه ذكر لأسم "نصر بن حجاج" فسأل عن نصر فقيل له: جميل فاتن فاستدعاه وحاول أن يزيل منه دواعي الفتنة بتغييرات شكلية فلم تزل معالم الفتنة - بل زادت على رأي البعض - فنفاه ولا ذنب له ولكن صيانة لنساء العصر من الافتتان بجماله والنفي - أو إخراج الإنسان من بلده - من أشد العقوبات وقعا في النفس بل أن الله جعلها إحدى عقوبات الساعين في الأرض فساداً المحاربين لله ورسوله وخير الحاكم بين قتلهم أو صلبهم أو قطع أرجلهم وأيديهم أو نفيهم من الأرض.

من هذه القصة نستطيع أن ندرك كيف كان الناس يحاولون حماية المرأة بكل الوسائل ولا يحجبونها هي كي لا تفتن فحسب بل يحجبون عنها ما يفتنها.

إن المرأة - عندنا لاسيما عندنا لجهلها وسذاجتها - أمانة في عنقنا يجب أن يحيطها سياج من العفة والصيانة وننقذها ما استطعنا عن مواطن الفتنة لا أن نهيئ لها أسبابها بهذه الأباطيل وألا نفعل تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2210
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
المزيد من مواضيع هذا القسم: « كل صباح التأليف المدرسي »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا