القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 162 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 21:36

الحجاج .. مشاعر الحج

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هل نحن أدرى بمصالح العباد أم الله سبحانه وتعالى؟! هل نحن أعرف بحكمة تشريعاته أم هو جل شأنه؟!

سؤالان الجواب عليهما بديهي ومن المسلمات أن الله سبحانه وتعالى هو الأعم والأعرف.

والحكيم الذي شرع لخلقه ما يحقق مصالحهم كان يعرف بسابق علمه أن مواقع الحج سوف لا تضيق بالحجاج إذا التزموا بشروطه وتشريعاته التي اشترط توفرها للخروج وأداء هذه الفريضة.

والذين يثورون علينا ويتشدقون بانتقادنا لأننا طلبنا من الحاج أن يكون حاملاً نفقته من مأكل ومشرب ومسكن ومركب تباكياً على الإسلام لابد أنهم يجهلون أن الإسلام دين العزة والكرامة الإنسانية ولهذا عندما فرض الحج لم يفرضه هكذا إرهاقاً وإعناتاً إنما اشترط له الاستطاعة كل الاستطاعة حتى المحرم من الرجال الذي يحمى المرأة ويعينها.

الإسلام لا يرضى للمسلم أن يستدين أو يجوع هو وعياله كي يخرج إلى الحج لأنه فرض لا يجب إلا بعد الاستطاعة المالية.

والإسلام لا يرضى للمسلم المريض أو المتهالك شيخوخة وجسماً أن يرهق نفسه ويرهق المسلمين معه بآلامه وأمراضه وربما عدواه. والإسلام لا يرضى للمسلم أن يخرج للحج فقيراً لا يجد من الطعام ما يقويه على هذه الرحلة ومن الملابس ما يكفل له النظافة ويحميه من الوباء ومن السكن ما يؤويه فيتخذ من المساجد والطرقات مقاماً ومناماً ثم يقال أنه يؤدى شعائر الإسلام.

ماذا يقول غير المسلم لو رأى هذا الصنف من المسلمين؟! ألا يظن أن الإسلام هو الذي كلفهم بهذا والإسلام من ذلك براء.

لقد رأينا حجاجاً من الأديان الأخرى في بيت المقدس وفي الهند وفي إيطاليا فلم نر ظلاً لهذه المشاهد التي نرى عليها بعض الحجاج المسلمين كل عام فإذا قلنا لهم كما قال الله تعالى: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً» قامت قيامة المنافقين ولم تقعد وقالوا أننا بذلك نحدد عدد الحجاج.. وماذا في ذلك!؟ ولماذا تفزع بعض الجهات الرسمية عندنا من هذا الكلام ويصدر الاعتذار تلو الاعتذار وكأننا ارتكبنا أمراً أدا مع أننا لم نفعل أكثر من تطبيق تعاليم الإسلام.

لو طبقت شروط الإسلام على كل حاج لما ضاقت مناطق الحج عن الحجاج مهما بلغ عددهم ولما اضطررنا لهذه التوسعات التي تكاد تغير معالم الحج الذي ظلت سائدة عبر القرون.

أين المحصب؟! وأين الأبطح! والمنحنى؟ وأين ثيير؟؟ بل وأين الجمرات؟! وبعد قليل سيقال أين منى؟! وأين الخيف؟ بعد أن يتعذر الوصول إليهما وبعد رفعنا عدد الحجاج إلى ثلاثة ملايين؟! وتختلط حدود المشاعر فتصبح العزيزية من منى ويصبح العدل من منى وهكذا تختفي معالم الحج تحت الكباري وخلف الطرق وناطحات السحاب..

إن تيسير الحج لكل مسلم مستطيع لا يتطلب أكثر من تنظيم وفي حدود مناطق الحج المحدودة شرعاً دون دثرها بهذا الاتجاه الذي نراه الآن بدافع من حسن النية والرغبة في توفير وسائل الراحة لحجاج بيت الله الحرام.

وأصدق وأشجع كلمة لمسئول هي التي قالها صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج العليا لمجلة إقرأ: «ولكن الذي أرجوه من الحكومات الإسلامية أن يراعوا المساحات المكانية المحدودة للمشاعر المقدسة.. والذي أرجوه شخصياً بصفتي أميراً لمنطقة مكة المكرمة ورئيساً للجنة الحج العليا من كافة أصحاب الجلالة وأصحاب الفخامة ملوك ورؤساء الدول الإسلامية والعربية أن يتناولوا بالدراسة مسألة تحديد عدد الحجاج حتى يمكن لضيوف الرحمن تأدية فرائضهم في يسر وسهولة».

إنها كلمة حق وصدق وصراحة يجب أن تكون دستور هؤلاء الذين ينادون بالعمل لزيادة عدد الحجاج إلى عدة ملايين دون أى اعتبار لمحدودية المكان والزمان والطاقات والأحوال الاجتماعية للحجاج والأوضاع السيئة التي سوف تنجم عن الكثرة التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها غثاء كغثاء السيل..

·      كبرى الجمرات أيضاً:

ملاحظتان على كبرى الجمرات نرجو أن تكون موضع اهتمام الجهة المسئولة عنه..

الأولى – حرارة الجو تحت الكبرى وضعف التهوية والزحام المتوقع ساعات الرمى مما يخشى معه الاختناق.

الثانية – احتمال سقوط الحصبات الملقاة من علو الكبرى خارج المرمى بمجرد امتلائه لاندفاعها في السقوط من أعلا الأمر الذي يتوجب معه تفريغ المرمى كل ليلة بنقل ما فيه على قلابات بعد منتصف الليل وخلو الشارع ليصبح فارغاً فتقع الحصبات داخل المرمى ولا تنزلق إلى خارجه.

·      جامعة أم القرى:

سيقول بعض الناس أنني متعصب لمكة، فليكن، وليقلها من يقول فالتعصب وإن كان ممقوتاً فإنه لمكة – في رأيي – محمود فهي خيرة الله من أرضه.

وهي بعد ذلك موطني وحب الوطن من الإيمان.. مكة مهجورة هذه الأيام حتى من أبنائها. فكلية البنات تفتح في جدة وفروع الوزارات وبنك التسليف في جدة والمقر الرئيسي للجامعة في جدة وكلما نشرت الصحف خبراً عن معهد جديد للمنطقة الغربية أو فرع لمؤسسة يتقرر فتحه في جدة!!

حتى وزارة الحج والأوقاف التي بقيت من الوزارات انتقل نصفها من مكة والنصف الباقي يحتمل أن ينقل بعد الحج.

وأخيراً أن شطر جامعة الملك عبد العزيز بمكة قد توسع وأصبح ضرورياً أن يتسع أكثر فأكثر فهلا آن الأوان أن يستقل هذا الشطر ويكون نواة لجامعة أم القرى؟..

إنها أمنية أبناء وبنات مكة أضعها تحت نظر معالي وزير التعليم العالي وأسأل الله له التوفيق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 10
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا