تذاكر الطيران والطرق البرية
لست مع الأستاذ رضا محمد لارى في رأيه المنشور بجريدة عكاظ في 7/4/97 بضرورة رفع سعر الطيران الداخلي كوسيلة إلى تخفيض حجم الطلب على مقاعد الخطوط الداخلية وبالتالي إلى تخفيض العجز السنوي الذي تقوم الدولة بتغطيته في ميزانية الخطوط السعودية نعم لست معه لسبب بسيط جداً هو عدم وجود خطوط برية منتظمة من خلال مؤسسة عامة ذات مسئولية وطالما أن الأمر متروك بيد أصحاب سيارات نقل الركاب يرفعونه ويخفضونه حسب المواسم والعرض والطلب ويظل المواطن تحت رحمتهم ومزاجهم إذا شاءوا وجدوا وسيلة النقل وإذا آثروا النوم في بيوتهم فعلى مصالح المواطنين العفاء.
نعم لست معه لعدم وجود الاستراحات اللائقة على الطرق الطويلة وإصرار سكان هذه الطرق على رفض كل جديد والاستمرار في إقامة استراحاتهم البدائية التي ليس فيها من وسائل الراحة شئ بالإضافة إلى القذارة التي تقذي العيون وتزكم الأنوف وتلوث الثياب بصرف النظر عن الاستغلال المروع في الأسعار التي لا يحكمها عقل ولا ضمير.
أجل أخالفه لأننا في عصر السرعة وعصر العمل وعصر الوقت من ذهب بحق وحقيق وليس عصر الآباء والأجداد الذين كانوا يقطعون المدينة المنورة على الجمال والشقارف في أكثر من عشرة أيام.
أما شبكة الطرق البرية التي تنشئها الدولة لربط المدن بعضها ببعض فإنها لفئات كثيرة من المواطنين ولنقل ما يجرى نقله من المدن بسهولة تجعل مصاريف النقل في حدود المقبول والمعقولة لا إرهاق فيها ولا مشقة وليس بالضرورة أن تكون لجميع المواطنين.
لا أوافق لأن مملكتنا متباعدة الأطراف شاسعة المسافات سوف تنقصم عرى الاتصالات بينها وبين بعض بسبب السفر المرهق للجسم المضيع للوقت بطريق البر والمرهق للجيب والمضيع للمال بطريق الجو إذا أخذت الخطوط الجوية بنظرية الأستاذ اللاري وأصحاب المقاهي على الطريق البرية.
إننا نعيش شعباً واحداً لا تزال الروائط الأسرية تتمكن في علاقاتنا فلساكن مكة وجدة أهل بالظهران والرياض وعسير وللساكنين هناك أهل هنا أو هناك ولابد من الزيارات والانتقالات التي سوف تستحيل على الكثير وتنقطع الأواصر أو يرفض المقيم بمكة أو الرياض وظيفة أو عملا في هذه المناطق التي تزيد المسافة بينها عن ألف كيلو متر وسوف يظل المواطن في أحد هذه المناطق في جهل لكل مناطق بلاده الأخرى.
نعم أخالفه وأوافق معالي الأخ الشيخ كامل سندي في تبريراته بتخفيض أجور السفر بالطائرات ولو بصورة مؤقتة إلى أن تتهيأ لنا وسائط النقل المنتظمة المريحة كالتي نراها في البلدان الأخرى وتنشأ على الطريق والاستراحات التي يكون لها من اسمها نصيب والله الملهم للصواب.
معلومات أضافية
- العــدد: 130
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.