القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 174 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 21:16

ملاحظات على الحج 1

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نرجو ألا يفهم من ملاحظاتنا  التي سننشرها عن أعمال الحج إننا ننقص جهود العاملين أو نطعن في صدق عزمهم على أداء واجباتهم نحو ضيوف الرحمن ولكننا نهدف بإخلاص إلى الاقتراب من الكمال وإصلاح الأخطاء  التي لا ينجو منها البشر، كما نرجو أن يتسع صدر إخواننا وأصدقائنا رجال المرور لما سنبديه من ملاحظات فقد كان أهم حدث في موسم حج هذا العام خطة المرور التي ارتكزت هذه المرة على كلمة (ممنوع) فكانت حديث الناس وموضع تذمرهم وربما أن منفذي خطة المرور الميدانيين أحسوا مع المواطنين بشدة وطأة الخطة ولكنهم لا يستطيعون إيصال ذلك إلى إسماع واضعي الخطة ونرجوهم التأكد من صحة كل ما سنشير إليه بواسطة الأمناء والمخلصين الذين شاهدوا هذه الأوضاع وعايشوها وكابدوا منها ثم الاعتراف بالخطأ وإصلاحه وكل ابن أدم خطاء والكمال لله وحده وهدفنا هو الإصلاح - كما أسلفنا والله من وراء القصد.

لقد اتضح من كلمة الأخ الأستاذ حسن قزاز المنشورة بجريدة المدينة تحت عنوان (على الريق) أن قرار منع إدخال السيارات الصغيرة قد بني على دراسات عميقة قام بها مركز أبحاث الحج في جامعة الملك عبد العزيز إذ أوضحت الدراسة بأن نسبة الإزدحام والارتباك المروري أيضاً يرجع إلى كثرة السيارات وأخذها حيزاً كبيراً من مساحات الفضاء وحيزاً أكبر من المسالك المرورية بعمومها بنسبة 85% في حين إن عطاءها لا يتجاوز الـ 15%  ونحن لا نريد أن نناقش نتيجة هذه الدراسة  التي توصل إليها المركز فربما ضاق الجامعيون بمناقشات أمثالنا من غير الجامعيين وقد تكون النتيجة النسبية صحيحة إذا اعتبرنا أن مهمة السيارات هي نقل الركاب فقط وليس لها مهمات أخرى لا يمكن أن تؤديها السيارات الكبيرة سواء كانت نقلاً جماعياً أو نقلاً فردياً ولكن الذي نريد أن نناقشه ونسأله هل أقترح مركز الأبحاث كحل للنتيجة  التي توصل إليها أن تمنع جميع السيارات الصغيرة من الدخول إلى مكة دون أن يقترح البديل؟! وهل تصور مركز الأبحاث إمكانية سد الفراغ الذي سيحدث من هذا المنع؟!

أم أن المركز أعلن نتيجة دراسته فاختطفها المرور واتخذها حجة لاقتراح هذا المنع الذي كانت له ردود فعل مؤلمة ومؤسفة؟ وهل علم المرور أن كثيراً من القادمين على سياراتهم الصغيرة للحج عندما شاهدوا الوضع السيء في مناطق الحجز عادوا أدراجهم من حيث أتوا وعدلوا عن أداء الحج؟!

هذا رد فعل واحد وهناك ردود فعل أخرى كالاستغلال الفاحش الذي دفع أصحاب السيارات المسموح بها كالجمسيات وأنصاف الأتوبيسات فراحوا يطالبون بأجور خيالية وفي ذلك إساءة بالغة لسمعة البلاد، وتعطيل مصالح المواطنين  التي لا يمكن قضاؤها إلا بالسيارات الصغيرة.

نعم كان السير سهلاً وكانت الشوارع خالية كما لو كانت قبل الحج بشهر وقفل رجال المرور المنافذ واختفي أكثرهم ووقف الأقلية منهم يتفرجون على السيارات وهي تمشى في يسر ودون توقف ولم يعد لهم أي عمل فهل كان هذا الهدف الأسمى من طلب المرور منع السيارات الصغيرة؟!

وأين الجهد المبذول في تنظيم المرور وتسهيل السير؟! وهل أصبح عمل رجل المرور محصور في منع وقوف السيارات والإشراف على المنافذ المسدودة؟! في اعتقادنا أن مهمة رجل المرور الأساسية هي تنظيم السير وفك الإختناقات  التي تنشأ عن كثرة السيارات واختلال نظام السير نتيجة لمخالفة من المخالفات أما إذا ما منعنا أكثر السيارات تجولاً في الشوارع وهي الصغيرة أشفعنا ذلك بمنع وقوفها قطعياً وأصبحت الشوارع خالية أو شبه خالية فإن مهمة رجل المرور تصبح منتهية وأكاد أقول أنه لا لزوم له.. وعلى ذكر منع الوقوف الذي منينا بشدة وطأته هذا العام واستعملت فيه العصى والليات رغم كل الأوامر المشددة بمنع حمل العصي فإنا نستطيع أن نؤكد أن كثيراً من الشوارع كان يمكن أن يسمح فيها بالوقوف الطولي والعرضي بدون ازدواج دون أن يكون لذلك أى تأثير على حركة السير فقد كان منع الوقوف مع عدم توفر المواقف محنة شديدة عانى منها المواطنون الكثير وخاصة حين أداء المناسك كلقط الجمار أو رمى الجمرات أو الطواف والسعي إذ كان من الممكن السماح بالوقوف للحظات بعد التوسعات الكبيرة ولكن رجال المرور – هداهم الله كانوا يرفضون الوقوف قطعياً بدلاً من تنظيمه ليتمكن الحجاج من أداء مناسكهم فمنهم من أداها متحملاً لواذع الكلم وقوارص الألفاظ ومنهم من اضطر إلى مواصلة السير تاركاً الواجب وتاركاً حساب من كان السبب على الله.

إننا نتطلع إلى مرور يضاهي ما نراه في المدن المزدحمة مثل بلادنا أو أكثر يقوم على التنظيم وحسن الإدارة ويتمكن كل صاحب هدف من تحقيق هدفه ولا مانع أن يحقق ذلك مع زيادة في الوقت كأن يصل إلى المسجد الحرام في نصف ساعة بدلاً من ربع ساعة وفي ساعتين بدلاً من ساعة فذلك أفضل من عدم وصول البعض كلياً ووصول البعض الآخر في نصف المدة.

إن المرور في نظرنا مسئول عن إيصال كل حاج ومواطن إلى هدفه وكلما اشتدت زحمة السير وكانت جهود المرور محققة لأهداف الجميع فإننا حينئذ نعتبر المرور ناجحاً بحق ونعتبر جهوده مشكورة بحق أيضاً أما أن يمنع أهل مكة من استعمال سياراتهم الصغيرة وتمنع سياراتهم من الوقوف منعاً قطعياً بجميع الشوارع حتى الفرعية التي ليس عليها ضغط مرور وليس بها مساكن حجاج كشارع العتيبية المعروف بشارع البياري فإن مثل هذا النجاح يكون على حساب معاناة المواطنين وتعطيل مصالحهم الملحة فقد رأيت مواطناً تسيل دموعه على خديه عندما ترك زوجته بالبيت طريحة الفراش وطلب منه سائق الجمس ثلاثمائة ريال لنقل الطبيب إلى بيته.. إن مثل هذا النجاح يعتبر الفشل خيراً منه فقد مضت مواسم الحج الماضية تباعاً وكنا نعانى من متاعب المرور ما نعانى وكان متحملاً لأنه طبيعي أما ما عانيناه هذا العام فقد فاق كل تصور وهو في نظرنا مفتعل لأنه حصاد اقتراحنا وثمرة عملنا.

معلومات أضافية

  • العــدد: 4
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « ملاحظات على الحج 2 رمضان في حياتهم »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا