قبل أن أبدا الكلام عن الإعلان المتكرر التي تنشره الصحف عن اعتزام الشركة السعودية للكهرباء إبدال الذبذبة من 50 سايكل إلى 60 ودعوتها للمشتركين بملاحظة ذلك عند اقتناء الآلات الكهربائية الجديدة في مكة والطائف فقط.

قبل أن أبدأ ذلك أعترف بأنني لست خبيراً في شئون الكهرباء ولكن بالعقل أتصور أن هذا سيكلف المواطنين كثيراً ولا أدري مدى النفع من هذا التبديل للذبذبة؟

وبالعقل أيضا أتصور أنه لا يوجد محولات للذبذبة كما يوجد محولات للڤولت ومعنى هذا أن كثيراً من الآلات الكهربائية المستعملة عند الناس سيلقى بها في البحر في المدن الساحلية وتلقى في الشوارع أو الأسطحة في المدن الأخرى وهذا إسراف حرام يمكن بحثه إذا كان هناك ضرورة ملحة للتبديل في الذبذبات أو نفع عام، وبالعقل أيضاً أتصور أن سرعة الذبذبة 60 سايكل بدلاً من خمسين سوف تزيد من الاستهلاك على المواطن.

وفي رأينا أن رفع سعر التيار أفضل من اللجوء إلى هذا الأسلوب الفادح الضرر على الطبقات الفقيرة والمتوسطة لأن بعض الآلات المنزلية لا تصنع أساساً قابلة للذبذبتين وكذا الآلات الصناعية وهذا يقتضي ترك ما تحت يدنا واستيراد غيره ويا بخت التجار والمستوردين [منذ سنوات كان هناك اتجاه لتبديل التيار من 220 إلى 110 فولت ولكن عدل عنه أخيراً بعد أن تم تقدير الخسائر المترتبة على ذلك التبديل.

والتبديل الجديد – في رأي – أكثر حيث أنه لا يقبل التحويل بمحولات للآلة المستعملة بل لابد من تركها واقتناء غيرها.

إنني أهيب أولاً بالمسئولين عن شركات الكهرباء ألا يزيدوا من كربات المواطنين فوق هذا الغلاء الذي أثقل الكواهل.

وأطلب من الاختصاصيين في الكهرباء أن يقولوا كلمتهم إذا كان ما ذهبت إليه خطأ وأن هذا التبديل لا ضرر منه.

كما أرجو من رجال الاقتصاد أن يقولوا هم كلمتهم عن تأثير هذا التغيير على اقتصاد البلاد وثروة المواطنين.

والله الملهم للصواب.

نقص القادرين

ما هذا الذي نقرأ عنه بين الحين والآخر في صحفنا عن النقص في اعتمادات التعليم أحياناً في الجامعات وما تعانيه من نقص في اعتماداتها يعرقل نشاطها ويوقف تطورها فهناك نقص في المدرسين ونقص في المباني ونقص في التجهيزات.

وأحياناً في المدارس بنين وبنات وما تعانيه من نقص في اعتماداتها فتقف مكتوفة اليد عن تأمين الفصول اللازمة والمواصلات والعمال والمباني والأثاث والكهرباء والماء إلى آخر الشكاوي التي يصيح منها الطلاب والطالبات.

إننا نعرف جيداً أن جلالة الملك المعظم وسمو ولي عهده الأمين لن يضنا على العلم بشيء ويستجيبا لكل مطلب من الوزارات والمصالح ذات العلاقة بالعلم والصحة ورفاهية العيش.

فما الذي جرى للمسئولية عن هذه المرافق الهامة؟ ولماذا لم يضعوا الحقائق كاملة والمطالب كاملة عند تقديم ميزانياتهم؟ ثم يدافعوا عنها فلا تختزل ولا تقتصر وإذا كانت هناك ضرورة للتنقيص والحذف فليكن في الكماليات وفي المشروعات الأقل ضرورة والأقل جدوى والتي يمكن تأجيلها إلى عام آخر.

إننا نقدم المعونات للدول الصديقة والشقيقة لجامعاتها ومدارسها بسخاء فكيف نرضى أن تظل جامعاتنا ومدارسنا تشكو من هذا النقص؟ فالجامعات تضع العراقيل في وجوه الطلاب بالمقابلات أحياناً وبالرفض أحياناً والمدارس تكدس الطلاب والطالبات في الفصول بأعداد تتنافى مع أصول التربية والتدريس بالإضافة إلى الشكوى الأبدية من نقص المياه وشدة الحر والمباني غير الصالحة.

إننا من خلاصة ما نقرؤه وما نسمعه عن أوضاع دور العلم عندنا من جامعات ومعاهد ومدارس نستطيع أن نجزم أنها في وضع لا يسر ولا يحقق أهداف ولاة الأمر في الارتفاع بمستوى هذه الدور إلى المستوى اللائق بها ونأمل أن تتضافر الجهود كي تصل دور العلم عندنا على مختلف أنواعها إلى ما نصبوا إليه وتستغني بها عن أي جامعات أو مدارس في أي بلد فنحن في خير والحمد لله وولاة الأمر فينا يحبون لنا مزيداً من الخير ولم يبق إلا إخلاص القائمين على الأمر ونرجو لهم التوفيق.

أسعار الطيران

إذا كنت مأكولا فكن أنت أكلي وإلا فأدركني ولما أمزق

ما زلنا نؤكد أن أسعار تذاكر الخطوط السعودية من خارج المملكة أرخص منها في الداخل وأن الكثيرين منا أصحبوا يؤثرون شراء تذاكرهم من خارج المملكة وعلى نفس الخطوط السعودية ونعتقد أن السبب في ذلك هو سعر تحول الخطوط السعودية للدولار إلى الريال السعودي بسعر قديم يجعل التذكرة في المملكة أغلا منه خارجها وهذا يتيح لجميع خطوط الطيران غير السعودية استغلال الراكب السعودي في بلاده والحصول منه على أجر أكثر يكاد يصل إلى الضعف.

فهل هذا معقول؟ صحيح أن الخطوط السعودية تنقل أكبر عدد من المسافرين على طائراتها ولكن الطيران الأجنبي ينقل أعداداً ضخمة في المواسم والمناسبات كما أن نفس القادم الأجنبي الذي يشتري تذكرة من بلده يشتريها بسعر أرخص.

لقد قلنا من قبل لو كانت الزيادة التي ندفعها لغيرها أيضا كما أن غير السعودي ينتقل على هذه الخطوط بسعر أرخص.

إننا نكرر رجاءنا إلى معالي مدير عام الخطوط الجوية السعودية لإعادة النظر في الأجور ونسأل الله له التوفيق.