القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 159 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 05 سبتمبر 2011 12:14

في ذكرى حريق المسجد الأقصى

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

عندما أعطى الخليفة العادل عمر بن الخطاب الأمان لأهالى إيلياء "القدس" على أموالهم وكنائسهم وصلبانهم، والقدس تنعم بالسلام والحرية والاستقرار، وعندما قدم إلى القدس الصليبيون تحول كل شئ فالعهود انتكثت والحرمات انتهكت، فعاثوا فساداً في المقدسات ومارسوا أقسى أنواع الاستبداد ضد أهلها.

في 21 أغسطس من العام 1969 ارتكبت الصهيونية العالمية جريمة من أبشع جرائمها، جريمة حرق المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان الذي يزعمون بوجوده على أنقاض المسجد الأقصى، وعندما حاولت إسرائيل تصوير الحادث على أنه من فعل معتوه إسترالي قام بإشعال الحريق بدافع من تعصب ذاتي، أرادت الصهيونية بمعادلتها هذه هضم الموضوع وإخفاء الحقائق، إلا أن الحقائق لا يمكن أن تطمس بهذه السهولة فأطماع اليهود التوسعية لن تقف عند حد معين لأن حريق المسجد الأقصى لم يعد ذلك الحريق الذي إلتهم الجزء الجنوبي منه بل امتد الحريق ليلتهم عالمنا العربى والإسلامي وكل ما في هذا العالم من كرامة وقوة وعزة وبعد كيف نريد من إسرائيل أن تنسحب لما وراء حدود عام كذا وكذا واحترام مواثيق الأمم المتحدة، وإحقاق الحق؟ إن إسرائيل قامت وتقوم على تحقيق حلم عايشته وتعايشه وستظل تعايشه طويلاً ذلك الحلم "هو دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، ولكن إسرائيل لن تعايش حلمها طويلاً لأن الحق لابد أن يرجع إلى نصابه، ولابد أن تقع المعركة الفاصلة بين المسلمين والصهاينة ينتصر جند الرحمن على جند الشيطان وتكون الغلبة لعباد الله المؤمنين تصديقاً لقوله تعالى "وأن جندنا لهم الغالبون" وقوله جل ثناؤه "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".

لماذا الازدواجية؟! ولماذا الدمج؟

يقول الأستاذ الأخ محمد عمر سعيد العامودي أن تعدد الجمعيات الخيرية في المدينة الواحدة مع وحدة الهدف لا يحقق ما يحققه اندماج هذه الجمعيات في المدينة الواحدة لتصب كافة التبرعات في مكان واحد.

ونحن نوافق الأستاذ العمودي على ملاحظته على أن التعدد لهدف واحد لا يحقق ما يحققه اندماج هذه الجمعيات في المدينة الواحدة ولكننا نعترض على قيام جمعيات متعددة في مدينة واحدة لهدف واحد إذ أن أهداف الخير كثيرة فإذا قامت جمعية في بلد ما لمساعدة المعوزين والمحتاجين على العيش لا مانع أن تقوم جمعية أخرى لمساعدة السجناء المعسرين وجمعية لمساعدة الشباب على الزواج وجمعية لإنشاء رياض الأطفال وجمعية لتعليم الفقراء والفقيرات مهنا تساعدهم على العيش وجمعية لإنشاء المستشفيات وجمعية لأبناء الأربطة والمساكن الشعبية وإلخ فما أكثر سبل الخير وقد كانت بعض الأوقاف الأهلية تخصص غلالها لمثل أهداف الجمعيات ومن غريب مما مر بى من الأوقاف عندما كنت أعمل بالمحكمة الكبرى بمكة وقف لا زال موجوداً بمكة خصصت بعض غلته لشراء ثور واستئجار عامل يعملان معاً لتصعيد الماء من بئر في أرض الوقف لتأمين الماء لمن يحتاجه من أهل مكة يوم أن كان الماء قليلاً شحيحاً وكان تأمينه من أفضل القربات.

أما أن تقوم جمعية في بلد ما لمساعدة الفقراء فيتوالى قيام الجمعيات في نفس البلدة على نفس النمط لنفس الأهداف فهذا الذي نعتقد أنه خطأ ولا لزوم لقيام هذه الجمعيات فضلاً عن إدماجها بعد قيامها.

أما إذا قامت جمعية لأي هدف من الأهداف ثم رأت توسيع أهدافها دون وجود جمعية أخرى تؤدى نفس الخدمة فهذا عمل جميل والمفروض أن كل جمعية تبدأ بأهداف بسيطة ثم تتوسع في خدماتها وأهدافها على ضوء ما يتاح لها من إمكانيات.

إن صناديق البر التي تحولت إلى جمعيات بر قائمة بتحقيق أهدافها الأساسية التي أنشئت من أجلها منذ أكثر من ربع قرن وهي مساعدة الفقراء والمحتاجين وتوسع بعضها في خدماته ووقف بعضها عند الهدف الأساسي حسب الإمكانيات المتاحة له.

وكذلك جمعيات أو لجان مساعدة السجناء المعسرين وعوائلهم.

فلا معنى لقيام جمعيات أخرى في نفس المدن لنفس الأهداف ثم المناداة بدمجها ولا مانع من قيام عشرات الجمعيات لأهداف أخرى – وهي كثيرة كما أسلفنا لأن ذلك أدعى للتركيز على الخدمات وتحسين أدائها بدلاً من تشتت الجهود وضعف الإنتاج.

إن المطلوب في نظرنا هو التنسيق بين خدمات الجمعيات القائمة المتكررة في المدينة الواحدة وليس دمجها لتقوم كل جمعية بتحقيق أهدافها الأساسية وتلقى بكل ثقلها لتحقيقها.

فجمعية البر بالرياض برئاسة رجل الخير الكبير سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز تؤدى منذ تأسيسها خدمات رائعة في مساعدة المحتاجين والمعوزين وهي تطور أعمالها بصورة مرضية بل ممتازة فالمفروض ألا تشاركها أية جمعية أخرى نفس الخدمات والأهداف منعاً للتكرار والازدواجية والجمعية الإسلامية التي حددت أهدافها عند تأسيسها بإقامة المستشفيات والمستوصفات ينبض أن تركز جهودها في ذلك وتتفرغ له ولا تشغل نفسها بأى خدمات أخرى إلا إذا فرغت من تحقيق هدفها الأول بشرط أن تتخذ لها هدفاً جديداً غير موجود في أهداف جمعية البر القائمة بمدن المملكة الأخرى.

وأجدها فرصة لإيضاح حقيقة قد تخفي على الكثيرين وخاصة ممن يرون أنه لا معنى لقيام جمعيتين أو أكثر في مدينة واحدة لهدف واحد وهي أنني من مؤسسي الجمعية الخيرية بمكة وحضرت أول اجتماع لها ووضع نظامها وجرى بحث أهدافها وكانت في الأساس الإسكان واتفقنا على عدم إدراج هدف مساعدة الفقراء والمحتاجين ضمن أهداف الجمعية لوجود هيئة صندوق البر بمكة منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة ولهذا استبعدت كلمة البر من اسم الجمعية وسميت الجمعية الخيرية ولا أدرى بعد ذلك كيف عدل النظام وأدخل هدف المساعدة الذي يؤديه صندوق البر "جمعية البر حالياً" فحصلت الازدواجية التي لا تزال موضع نقد بعض المواطنين الذين لا يعرفون ظروف القضية وطالما تحدثت إلى المسئولين عن الجمعية الخيرية وطلبت منهم تركيز جهودهم للإسكان الخيري ثم البحث عن خدمات أخرى يمكن تحقيقها وترك هدف مساعدة المعوزين المحتاجين لجمعية البر ولكنهم كانوا من أصحاب فكرة الدمج التي كنت وما زلت أخالفهم الرأي فيها طالما أن مجال الخير واسع وكل جمعية يمكنها أن تؤدى أهدافها على أكمل وجه وأهل الخير من المواطنين أبدوا استعدادهم للمشاركة في كل مشروع خيري بروح طيبة دون ضجر أو ملل.

فلماذا الازدواجية أولاً ثم لماذا الدمج ثانياً؟

معلومات أضافية

  • العــدد: 38
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « خطوطنا "السعودية" تعقيب على رد »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا