على أثر ما نشرته عن المطوفين ونقابتهم وما وصلت إليه الحالة تحدث إلى كثير من المطوفين عن متاعبهم وعن الهوة السحيقة  التي تردت فيها المهنة وخاصة هذا العام ودارت بيني وبينهم مناقشات وأبدى كل منهم رأيه في طريقة الإصلاح.

ولم تقتصر أحاديث التطويف على المطوفين فقط بل إن عدداً لا بأس به ممن لا يمتهنون مهنة التطويف ولكنهم يرونهم ويرون أحوالهم أو تربطهم بهم قرابة أو رحم ويسمعون الشكوى المشتركة فلا الحجاج راضون عن المطوفين ولا المطوفون راضون عن الحجاج ولا الخارجون عن نطاق هذين راضون عن الوضع.

وإنا كمطوف معتزل لست راضياً عن الحياة  التي يحياها أكثر الحجاج في ربوع بلادنا، وأود في قرارة نفسي أن تتحسن هذه الحياة حتى تتساوى مع قدسية المكان والغرض فيجد الحاج في بلادنا كل وسائل الراحة والحياة الكريمة  التي يجدها في أي رحلة يرتحلها إلى أي بلد عربي آخر.

ولقد حز في نفسي أن يأتي بعض الحجاج من المقتدرين الذين يلتمسون الراحة في حجهم فلا يجدونها فلا فنادق منظمة ولا منازل مريحة وإذا وجدت فلا تكاليف معتدلة.

إن الواحد منا إذا ذهب إلى أي قطر عربي يجد به من الفنادق والمنازل ما يتناسب مع مقدرته على الدفع فالقادر على دفع ما يساوى ريالاً واحداً يجد المنزل المناسب والقادر على دفع ما يساوى مائة ريال يجد المنزل المناسب وبين هذا وذاك منازل متفاوتة يجدها كل على قدر طاقته في سهولة ويسر.

والمطوف وحده ليس مسئولاً عن هذا الوضع والحاج أيضاً ليس مسئولاً وحده وفي رأيي أن المسئولية مشتركة بين المطوف والحاج والجهات المختصة في الحكومة فبعض الحجاج يأتى ولا زاد معه ولا ما يؤويه وبعضهم يخفيه ويقتر على نفسه ليرجع محملاً بالهدايا ويحيا هنا حياة أقل ما توصف به أنها غير كريمة.

وبعض المطوفين من كثرة ما يعانى من هذا الصنف من الحجاج يختلط عليه الحابل بالنابل وتسوء حالة الحجاج ويرجعون ساخطين ناجمين.

والجهات المسئولة في الحكومة تصرح لكل من دب ودرج بالحج والقدوم إلى هذه البلاد ولو كان خالي الوفاض بادي الإنفاض وهكذا تضيع المسئولية بين هؤلاء وهؤلاء.

وفي الكلمة القادمة سأتحدث عما أراه علاجاً أو بعض العلاج لهذه المشكلة الدائمة عسى أن نستطيع لها حلاً.