القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 168 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 05 سبتمبر 2011 00:02

صورة مرورية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هذه ليست شكوى ولكنها حادثة واقعية وقعت معي شخصياً وليس من عادتي أن أكتب عما يقع لي ولكني أكتبها هذه المرة لأني أعتقد أنها تقع لكثيرين غيري وأعتقد أيضا أن الأخ الرائد شحات مفتي لا يرضى أن تقع وربما لا يتصور وقوعها من رجال المرور الذين يوصيهم دائما بالتعامل مع المواطنين بالحسنى.

خرجت صباح أحد أيام رمضان وبالتحديد الساعة العاشرة والنصف لمقابلة سماحة الرئيس العام للحرمين الشريفين بمكتبه بالشبيكة وعندما وصلت إلى رباط الشحرمي عبر جبل الكعبة وجدت أحد جنود المرور فمنعني من الاستمرار في السير للوصول إلى عمارة الأزهر التي تشغلها الرئاسة وهي على بعد خمسة وعشرين مترا من موقع الجندي والمنطقة لا تسير فيها السيارات لا ذهابا ولا إيابا فسألته: وكيف أصل إلى الرئاسة لأنني أريدها؟! فقال لي: من فوق الكبري، قلت أن الكبري عال وباب الإدارة على الأرض قال بنرفزة: أقول لك من فوق الكبري، قلت في نفسي لعل الحق معه وأنا لا أدري فاتجهت بالسيارة إلى الكبري فلم أجد أي منفذ فاضطررت أن أواصل سيري لعلي أجد منفذاً يردني إلى الشبيكة فلم أصل إلى شئ حتى وصلت المسفلة ورجعت من شارع المسيال فشارع الملك فزقاق الصوغة فميدان ابن خلدون "برحة هلال قديما" ووصلت حينئذ إلى باب الرئاسة تحت الكبري بعد أن سرت أكثر من كيلوين بدلاً من خمسة وعشرين متراً وابتلعت هذا التصرف المروري الذي لا مبرر له فلا زحمة مرور أو عكس له وعذرت الجندي لأنه مأمور طبعاً ولم يوضع هناك إلا للمنع وقلت في نفسي اللهم إني صائم وطلبت من السائق إيقاف السيارة في موقف سيارات الرئاسة الذي لم يكن به إلا سيارتان فقط والجلوس بالسيارة لتحريكها عندما تأتي سيارة أحد الموظفين وسأعود إليه حالاً لأن مقابلتي لن تزيد على ربع ساعة.

وفعلاً لم أتأخر أكثر من ربع ساعة وعندما رجعت لم أجد السيارة ولا السائق وظللت أبحث عنه فوجدته أوقف السيارة في مكان بعيد عند مطلع الحفائر فأشرت إليه فعاد وأخبرني أن رجل المرور الجالس على باب الرئاسة أخذ منه الرخصة والاستمارة رغم أنه أطاعه ونقل السيارة بحجة وقوفه في مكان ممنوع لوجود لوحة صغيرة على الأرض مكتوب عليها ممنوع الوقوف.

وأنه يرغب بعث السيارة إلى الحجز وحينئذ يعطيه الرخصة والاستمارة بعد حجز السيارة.

فاتجهت بنفسي إلى رجل المرور وهو جالس يضع رجلاً على رجل وقلت له: السلام عليكم فرد عليّ متكلفاً وهو ينظر إلي نظراً شذراً؟ فرد علي وهو يعبث بأصابعه في شاربه الصغير أريد بعث السيارة إلى الحجز بالمسفلة، قلت لماذا؟ قال: لأنها وقفت في مكان ممنوع.. قلت معذرة إذا أخطأنا وأنت مخير بين العفو أو أخذ الجزاء الفوري، قال: لا.. لابد من حجز السيارة.. قلت إن عندي اجتماعا بالمجلس البلدي الآن وعندي ابنتي في الجامعة وأنا محتاج للسيارة والدنيا رمضان وصيام وحر ولا أستطيع ترك السيارة الآن وأنا مستعد لدفع المخالفة.. قال لابد من حجز السيارة وإلا وضعت يدي في حلقك وحجزت السيارة بالقوة.. هل تخالف الأوامر؟ قلت أن تضع يدك في حلقي فلا أظنك تقدر، أما أنا فلن أخالف الأوامر ومستعد أن أدفع الجزاء، قال لا أعنيك ولكني أعني حلق السائق قلت وهذا ليس من حقك فللناس كرامة ولا داعي لتجاوز الحدود وأنت مخير بين أخذ الجزاء أو الذهاب معي إلى إدارة المرور أو إلى رئيسك المباشر القريب لعله يحكم بيننا، قال لابد من الحجز، قلت أما الحجز فلا.

أما سبب إصراري على عدم الذهاب إلى الحجز فقد وقع لي حادث مماثل في رمضان الماضي إذ كانت سيارة ونيت صغيرة جدا ممن يسمى "دباب" تفرغ كتباً أمام مكتبة الثقافة بسوق الليل بعد عصر أحد أيام رمضان فمر أحد رجال المرور وأصر على سحبها وحجزها رغم أن التحميل والتفريغ جائز والسيارة صغيرة وأمام مكتبة الثقافة متسع كبير وتفريغها لا يستغرق أكثر من دقائق ولا تعرقل السير ودائماً يجرى التفريغ دون معارضة المرور ولكن يبدو أنه كان صائماً واشتدت عليه وطأة الصوم بعد العصر.

وحجزت السيارة وظللت طيلة الليل وأنا أبحث عن الضابط الحاجز لأن غيره لا يستطيع إطلاق سراحها، اذهب إلى الغزة فيقال لي أنه عند باب الملك اذهب إلى باب الملك فيقال لي ليس هنا ربما في جرول.. اذهب إلى جرول فيقال لي أنه يدور في الشوارع وأخيراً قال لي أحد رجال المرور أنه يجلس عند باب السلام فذهبت إليه وأصدر قراره بإطلاق سراح السيارة على ألا تفرغ بعد ذلك إلا في الظهر وقت خلو الشوارع.

هذا ما دفعني إلى رفض الذهاب إلى الحجز ولا أدري كيف يستبيح رجال المرور تعطيل مصالح الناس وحجز سياراتهم رغم وجود نظام للمرور ومخالفاته ولا أتصور أن للوقوف في مكان ممنوع جزاء هو حجز السيارة وعدم المبالاة مما ينشأ عن ذلك من أضرار.

ولنرجع إلى الحادثة فقد كان كشك رئيس المنطقة على أمتار من موقعنا لكن رجل المرور ذي الشريط الواحد على كتفه يصر على رفض الاحتكام إليه وعلى حجز السيارة وقابلت إصراره بإصرار وقلت له إن اللوحة الموضوعة على الأرض بمنع الوقوف ليست قانونية لأن المكان ليس طريقاً ولا ممر للسيارات وكان وضعها لإتاحة الفرصة لسيارات موظفي الرئاسة بالوقوف وهناك سيارتان واقفتان فعلاً وليس لهذه اللوحة حرمة قانونية ولكنها أقرب إلى الرجاء.

قال فلنذهب معا إلى سيارة النجدة تلك وكانت سيارة نجدة تقف في ميدان الشبيكة فذهبنا إليها واحتكمنا إلى الضابط الموجود بها وهو الذي دلنا على مكان وجود رئيس المنطقة الذي هو على خطوات منا وكان رجل المرور يخفيه عني ويصر على الحجز وحينئذ أسقط في يده وقادنا إلى رئيس المنطقة الذي أدرك خطأ زميله وحاول حل المشكلة فقال له أعطه الرخصة والاستمارة فرفض أيضا وقال: لا ، فقال لي رئيس المنطقة، اذهب عند السيارة وسأبعث إليك الرخصة والاستمارة فذهبت وبعد دقائق بعثها لي فشكرته وحمدت فيه تفهمه للوضع وتمنيت أن يكون كل رجال المرور عندنا على هذا المستوى الخلقي لأن موقع رجل المرور موقع حساس يستلزم معالجة الأمور بالحكمة والتروي بعيداً عن الرعونة وحب السيطرة والتحكم والتعسف.

معلومات أضافية

  • العــدد: 27
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا