القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 168 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الخميس, 25 أغسطس 2011 20:36

خرافة الانفجار السكاني

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا أعرف تماماً ماذا في الإنجيل أو في التوراة عن الخلق والرزق وإدارة الكون ولكنى أعرف – بل أؤمن – أن لهذا الكون خالقاً ومدبراً لكل ما فيه، خلق السموات والأرض وقدر أقواتها أي أقوات من فيها قلوا أو كثروا في أول الزمان أو في آخره سيان – قدر ذلك بحساب دقيق تعجز عنه كل العقول الإلكترونية الحاسبة فتكفل بإطعام المخلوق مهما كبر أو ضؤل في بحر أو بر حتى بين الصخر.

(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها) (ويرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) لن يعجزه إذا تكاثروا أن يرسل عليهم بركات من السماء والأرض بل والبحر ويرزقهم من حيث لم يحتسبوا.

هذه هي الحقيقة التي يجب ألا يشك فيها مسلم مهما قال العلماء المزعومون وخبروا من تكاثر المواليد والسكان ومهما زعموا من مخاطر فما زالت أرض الله واسعة وما زالت أرضه وسماؤه مليئة بالخيرات والبركات وكل ما يلزم أهل الأرض للنجاة من كارثة المجاعات هو الإيمان والتقوى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).

ولهذا فأنا لا ألوم غير المسلمين عندما يخافون من المجاعة والانفجار السكاني ولكنى ألوم الكتاب المسلمين والصحف الإسلامية أن تنشر على الناس هذا الهراء الذي يخالف العقيدة الإسلامية ولا يستند إلى شئ سوى تخرصات وتنبؤات لا أساس لها.

يتباكى خبراء الاقتصاد الغربيون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور على المستقبل المظلم في الدول النامية أو العالم الثالث كما يسمونه أحياناً بسبب الانفجار السكاني المتوقع نتيجة للتكاثر في هذه المنطقة من العالم ويحثونهم على الإقلال من النسل وتعقيم نسائهم بمختلف الوسائل بحجة أن الإنتاج الغذائي في السنوات القادمة يعجز عن ملء هذه البطون المتزايدة وقد نسوا أو تناسوا أن الذي خلقهم وخلق السموات والأرض وتكفل برزق الخلق هو الله وقال "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" سبق أن قدر أقوات عباده بل كل مخلوقاته منذ الأزل سوف لا يتخلى عنهم مهما تكاثروا وتزايدوا ولا يؤدوه ذلك أبداً.

ولكنها مغالطة وتضليل وخداع لشعوب هذه المنطقة ومحاولة لإفنائهم بالتدريج والاستيلاء على ثرواتهم فهم يعلمون جيداً أن كل البلدان غنية بالثروات الطبيعية والزراعية وما زال أكثرها بكراً لم يستخرج بسبب تخلف شعوبها.

وليس أدل على ذلك إثارة هذه الضجة فقط في البلاد النامية أو العالم الثالث وخاصة ديار الإسلام بينما ينادون بعكس ذلك في بلادهم وبين شعوبهم فهم يدعون إلى زيادة النسل ورصد الجوائز والمكافآت لمن ينجب أكثر من اثنين بينما هم يعيشون على ثروات هذه البلاد التي يحذرونها من تكاثر نسلها وينذرونها بعواقب ما يسمونه انفجاراً سكانياً.

إنهم يريدوننا أن نتناقص ونفنى ليستحوذوا هم بثرواتنا الطبيعية ويملؤوا بطون شعوبهم بها.

فليحذر إخواننا الذين يرددون أفكار أولئك المكرة الخسرة من الانخداع بأباطيلهم ومغالطاتهم ولنحارب فكرة تحديد النسل ولنحذو حذوهم في رصد الجوائز والمكافآت للإكثار من الإنجاب فبلاد العرب والمسلمين غنية بالثروات المنتجة للغذاء وما علينا إلا أن نشمر عن سواعدنا لاستخراج هذه الثروات وتطوير وسائل زراعتنا وصناعتنا ولنعتبر ما يقال عن الانفجار السكاني والمجاعة حديث خرافة.

معلومات أضافية

  • العــدد: 18
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « الوجبة الغذائية وبديلها كل خميس »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا