القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 182 زوار المتواجدين الآن بالموقع
السبت, 20 أغسطس 2011 00:48

حديث الخميس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

يعتبر "علم النفس الحديث" أن الانحراف الخلقي، واعوجاج السلوك، وارتكاب الجرائم، واتيان المعاصي، ظواهر لمرض من الأمراض النفسية يجب اتخاذ وسائل لمعالجتها.

ومن ثمة نجد أن الأمم المتمدينة تهتم بإقامة المؤسسات الإصلاحية لمعالجة هذه الأمراض بصرف النظر عن عدها جرائم ومخالفات.

والقرآن الكريم سبق علماء النفس المحدثين بقرون عديدة إلى تقرير هذه الحقيقة فقد أسمى اضطراب الغريزة الجنسية مرضا فقال: "إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"، ووصف النفاق بأنه مرض فقال: "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً"، كما نعت الجبن وضعف النفس بأنه مرض فقال: "وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا".

فجرائم الزنا واللواط والسحاق والعشق تتولد عن مرض "الغريزة الجنسية".

والتلون والملق والشعور بمركب النقص، كل ذلك يأتي نتيجة الإصابة بمرض "الشعور السلبي بالذات".

وجنون العظمة والخيلاء والتكبر انحرافات خلقية منشؤها الإصابة بمرض "الشعور الإيجابي بالذات".

وقوانين العقوبات الحديثة كالدساتير السماوية تنظر إلى المجرمين والعصاة على ضوء هذه النظرية فتعاملهم على أساس أنهم مرضى يستحقون الكثير من العطف والمعالجة النفسية، حتى إذا شفيت نفوسهم، وتفتحت عيونهم على النور استقام سلوكهم وخامر نفوسهم الأسف لماضيهم واستنكروا الجرائم.

فعلى الآباء الذين يلاحظون على أبنائهم انحرافاً في السلوك أو شذوذاً في الأخلاق، أو نزوعاً إلى الإجرام ولو في توافه الأمور، على هؤلاء الآباء أن يعالجوهم كمرضى يشخصون الداء ويبحثون عن الأسباب ثم يلتمسون لكل داء دواءه وليثقوا أن الشدة لا ترتق الخرق بل تزيده اتساعاً وأن القسوة لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً.

معلومات أضافية

  • العــدد: 23
  • الزاوية: حديث الخميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
المزيد من مواضيع هذا القسم: « للصائمين فقط للصائمين فقط »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا