المسجد الحرام وتخطى الرقاب
الحديث القيم الذي أدلى به سماحة الشيخ سليمان بن عبيد لهذه الصحيفة في أواخر شهر رمضان المبارك دل على الاهتمام البالغ الذي توليه الرئاسة العامة لشئون الحرمين لمزيد من التطوير والتحسين من أجل راحة المصلين والطائفين والساعين.
إلا نقطة واحدة لم أر أية إشارة إليها وهل ذلك يرجع إلى عدم ورودها في سؤال مندوب الندوة ولعله لم يلاحظها، تلك النقطة هى تخطى رقاب المصلين وإيذاءهم بصورة مزعجة لم تحدث من قبل توسعة المطاف وجعله شاملاً لحصباء المسجد الحرام كاملة، فالذين صمموا عمارة المسجد الحرام وحصبائه من قبل أدركوا هذه الحقيقة وحسبوا حسابها فأوجدوا المشايات أمام كل مدخل من مداخل المسجد الحرام للخروج والدخول منها بدون تخطى والإيذاء.
ونظراً لشدة الزحام هذا العام في رمضان فقد برزت هذه الظاهرة بروزاً كبيراً فكنا نرى جميع الخارجين من الطواف وهم يتخبطون بين الصفوف متخطين رقاب المصلين بدون التقيد بالسير على أحد الممرات الأربعة التي اكتفي بها وأقيم عليها جنود ومرشدون يمنعون المصلين من الجلوس عليها وجعلها ممرات للداخلين والخارجين.
وقد سبق لنا أن أشرنا في شهر رمضان إلى هذا الوضع ورجونا الرئاسة العامة للحرمين الشريفين زيادة عدد الممرات ولو بمضاعفتها على الأقل بدلاً من إحداثها أمام كل باب من أبواب المسجد الحرام وقد كنا نأمل من الرئاسة المحترمة أن تبعث مندوباً على سطح المسجد الحرام ليرى بعينيه عند الأذان كيف يخرج الناس من المطاف أفواجاً متخطين رقاب المصلين ملحقين بهم أبلغ الأذى لأنهم لا يجدون أمامهم مخرجاً واضحاً وليس هناك من يرشدهم إلى الممرات وبالتالي شدة الضغط على المشايات الأربع الموجودة من الداخلين بحيث يعجزون عن مواجهة التيار الداخل فليجأون إلى تخطى الرقاب لأنه أيسر وإن كان إثماً.
إننا نكرر رجاءنا للرئاسة العامة للحرمين للاهتمام بهذا الموضوع لأننا لا نكتب إلا عن معايشة ومعاناة.. لأن المفروض أن دخول المسلم إلى المسجد الحرام أو الطواف بالبيت ليكسب أجراً لا ليحمل وزراً فلنساعده على اجتناب هذا الوزر الذي نهى عنه الرسول والله الموفق.
اقتراح على محطة التلفزيون
ليس هذا نقد لشيخنا الأستاذ على الطنطاوي فهو منا موضع الإعزاز والتكريم والمحبة في الله.. ولكنها مجرد ملاحظة بسيطة دفعني إلى إعلانها أمران.. الأول إنني عجزت عن إبلاغها له شفهياً عبر الهاتف لانشغال هاتفه دائماً والثاني شعوري بالضيق منها وأنا أشاهده وأستمتع بحديثه عبر الشاشة الصغيرة كما يطلقون عليها.
هذه المضايقة تتمثل في انصرافه بين لحظة وأخرى إلى وضع النظارة على عينيه والنظر في الساعة لمعرفة الباقي من الوقت وكثيراً ما تساءلت أليس أمامه مسجل الحديث ليشير إليه بالباقي من الوقت ليريحه من هذه العملية التي ربما شردت فكره؟!
وأخيراً رأيت أن أقترح على محطة التلفزيون أن تضع أمامه على المكتب ساعة كبيرة واضحة الأرقام بحيث لا يحتاج إلى نظارة وبالتالي تكون تحت نظره دائماً يعرف من تحركات عقاربها كم مضى من الوقت وكم بقى؟!
فهل تتفضل محطة التلفزيون بذلك فتريح فضيلته وتريحنا أيضاً فنحن لا نريد أن يصرفه عنا النظر في الساعة!
معلومات أضافية
- العــدد: 8
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.