القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 112 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأربعاء, 17 أغسطس 2011 14:31

صورة.. وعبرة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

صورة مؤثرة تشعر المسلم بالفخر والاعتزاز نشرتها جريدة الشرق الأوسط الدولية لشاب فلسطيني أعزل لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين – فى تقديرى – إن لم يكن أقل يمشي مرفوع الرأس شامخ الأنف وقد قبض عليه أحد الجنود الإسرائيليين بقوة وصوب إلي ظهره سلاحه القاتل وبجانبه خمسة جنود آخرين مدججين بالسلاح نفسه الذي يكفي لهزيمة فرقة مسلحة.

ترى ماذا يأخذ الإنسان عبرة من هذه الصورة؟ شجاعة هذا الشاب النابعة من إيمانه بعدالة قضية بلاده ورباطة جأشه رغم ما عرف من همجية الجندي الإسرائيلي وقسوته مقابل جبن وهلع الجندي الإسرائيلي الظالم المغتصب لأرض غيره وذعره من هذا المواطن الذي لا يملك إلا إيمانه وإلا فقد كان يكفي واحداً منهم للحفاظ على هذا الأسير الأعزل إلا من الإيمان.

أما الدرس الذي يجب أن يعيه كل معتد أثيم وغاصب رجيم فهو أنه لن يضيع حق وراءه مطالب وأن أي شعب مهما هزم أمام الطغيان والجبروت والقوة سوف ينتصر وأن للباطل جولة ثم يضمحل وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تذكرت وأنا أقرأ خبر إصرار الولايات المتحدة على إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بمنظمة الأمم المتحدة ودار أمامي شريط ممارسة هذه الدولة- وأعني الولايات المتحدة- لحق الفيتو- ضد أي قرار لصالح الدول العربية.

ولا أدري ما الذي أعطى خمس دول فقط في مجلس الأمن أن ترفض أي واحدة منها أي قرار يجمع عليه بقية الأعضاء فيصبح كأن لم يكن؟ كيف وافقت أكثر من مائة دولة هي دول منظمة الأمم المتحدة على إعطاء هذا الحق التعسفي لهذه الدول الخمس دون غيرها بأن تلغي أي قرار لا بالنسبة لها فقط بل بالنسبة لجميع الدول؟ وعلي فرض أن هذا وقع عند تأسيس المنظمة عندما كان عدد الدول أقل وبينهم ضعفاء وبعضهم خرج من الحرب العالمية الثانية مهيضاً فهل يليق بمقام دول العالم الآن أن يستمر هذا التعسف وتبقي قرارات مجلس الأمن تحت رحمة أية دولة من هذه الدول الخمس تعبث بها كما تشاء؟

هل يليق بمقام هذه الدول أن تنحني أمام قرار أي دولة من هذه الدول الخمس وكأنها وصية على قصار لا رأي لهم ولا قيمة لقراراتهم؟

حتى الأوصياء على القصار يشترط فيهم الأمانة والديانة- وأعني خُلُق العدل على الأقل ومنه الحياء فهل توفر هذا الشرط فيمن منحوا هذا الحق وكل مواقفهم الرافضة هي مواقف ظالمة إلي درجة الوقاحة والصلف دون أي إكتراث.

 فهل تعي دول العالم دورها في الحياة السياسية ومركزها المعنوي ومسئوليتها الإنسانية فترفض بالإجماع مثل هذه المادة في قانون مجلس الأمن-الذي أصبح مجلس خوف- ولم يحقق عدلاً ولا أمناً حتى الآن إلا إذا وافق هوى هذه الدول الخمس التي يسمونها كبرى؟

نرجو أن تفعل وإلا تكون قد حكمت على نفسها بالهوان وربما العدم فستتعرض يوماً ما لمثل هذا الرفض الظالم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 8898
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « لن يموت من خلَّف أسابيع النظافة »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا