وجهة نظر
مدير لأحدي الإدارات المهمة بمكة المكرمة طلب إحالته للتقاعد بعد خدمة 41 عاماً أحس أنه قد أدى واجبه وآن له أن يستريح.
إستطاع هذا المدير خلال إدارته أن يكسب مودة وتقدير جميع العاملين معه رغم كثرة عددهم وبالتالي أكثرية أهالي مكة المكرمة- إن لم يكن كلهم- بتفهمه وتجاوبه وتقديره للظروف إلي درجة أنهم يحسون أن ذهابه من هذا المركز خسارة ولكنها رغبته التي يجب أن يحترموها لأنه أدى واجبه كاملاً خلال هذه السنين الطوال وإن كانوا يتمنون في قرارة نفوسهم أن يوافق على الإستمرار في عمله.
بهذه المناسبة فإن لنا وجهة نظر إدارية وهي أن مدير إدارة أي مرفق هام أو حتى غير هام ينبغي أن يتم إختياره من داخل هذا المرفق لأسباب كثيرة أهمها الخبرة والتجربة ثم معرفة من ستتعامل معهم هذه الإدارة من موظفين مساعدين له على أداء عمله أو متعاونين معه أو مواطنين يستفيدون من خدماته الأمر الذي يحقق أعلي درجة من التعاون على تحقيق كل الأهداف المنوطه بإدارته في إطار المودة والانسجام بعيداً عن أسلوب أهل الثقة قبل أهل الكفاءة.
هذا بالإضافة إلي التقدير الذي سيشعر به كل رجال الصف الثانى في كل إدارة يعكس الإحباط الذي سيشعر به كل واحد منهم عندما يترك كل رجال الصف الثاني مهما كان لديهم من خبرة وتجربة وإدارة وأخلاق ويضع على رأسهم مدير قادم من مدينة أخرى يأتي لا يدري شيئاً عن حقائق إدارته الجديدة حتى ولو كان مديراً مماثلاً في مدينة أخرى فإن لكل مدينة أوضاعها الخاصة وظروفها وناسها..
وعندما يلمس الإحباط الذي منى به معاونوا سلفه وأياديه- رغماً عنهم- يتصورهم أعداء فتبدأ النقور ويتفاقم ويلجأ إلي التغيير والتبديل ويرفع هذا ويخفض ذاك ويقرب المداهن المجامل ويبعد الكفء وتمضي سنوات قبل أن يستقر الوضع ويستقيم العمل.
هذه هي وجهة نظرنا في الإدارة التطبيقية لا النظرية راجين أن يراعي ذلك عند تعيين المدير الجديد لهذه الإدارة الهامة إذا أصر المدير القديم على طلب الإحالة إلي التقاعد ضماناً لحسن سير العمل وعلي حد تعبير المثل القائل " أهل مكة أدري بشعابها " وليس هذا تدخلا فيما لا يعني كما يحلو لبعض الناس أن يعتبره ولكنه حصاد تجربة ومعاناة.
فهل عرفت عزيزي القارئ من هو هذا المدير؟!
أنه الأخ الشيخ محمد بن ناصر مدير تعليم البنات بمكة المكرمة وهذه كلمة حق وإنصاف أردت أن أحيي بها هذا الإنسان وأدعو له بحسن الجزاء.
معلومات أضافية
- العــدد: 7944
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.