القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 181 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 00:42

على هامش الحج (9)

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

بعض الأخوة عندنا – هداهم الله – بعضهم بحسن نية وبعضهم بسوء نية يدعون إلى تحويل خدمة الحجاج – أو ما نسميها نحن بمهنة الطوافة – إلى شركات سياحية لأنهم لم يجربوا التعامل مع شركات السياحة ومكاتب السياحة خارج بلادنا ولم يعانوا منها وقد خدعوا بإعلاناتها ومغرياتها.

عندما ضاقت القرعة المصرية عن استيعاب جميع المصريين الراغبين في أداء فريضة الحج سمحت الحكومة المصرية بفتح الباب لشركات السياحة ومكاتبها لتنظيم رحلات سياحية للحج فكانت فرصة لبعض تلك الشركات والمكاتب لاستغلال الحجاج أسوأ استغلال فالحج الذي لا يكلف أكثر من ألف جنيه مصري على أكثر تقدير نجده يكلف عند هذه الشركات والمكاتب أكثر من أربعة آلاف جنيه تحت عناوين وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان. الحج السريع، السياحة الدينية، الحج السياحي.. إلخ. ولكل نوع سعر خاص وتكاليف خاصة ومواعيد مثل مواعيد عرقوب.

ليس هذا الكلام سراً بل عرفه كل العاملين في أعمال الحج وعلى رأسهم وزارة الحج بل تناولته الصحف المصرية نفسها وأسمت هذا النوع من الحج متاجرة بالدين وقالت بصريح العبارة أن حج القرعة هو الحج المريح وأن حج السياحة 70 % من حجاجه كانوا مستغلين أسوأ استغلال ولم يجدوا طعم الراحة في حجهـم بسبب معاملة مكاتب وشركات السياحة الاستغلالية لهم.. هذا ما رددته بعض الصحف المصرية وفي مقدمتها مجلة آخر ساعة المشهورة، وقد أشرت إلى ذلك في كلمة لي سابقة بهذه الصحيفة.

والمصيبة أن شركات ومكاتب السياحة ترتكب هذه الجرائم في حق الحجاج ثم تنسب كل ذلك إلى المطوفين وإلى أجهزة خدمة الحجاج عندنا.

إن خدمة الحجاج عندنا مهنة مغلقة على جماعات مختصة في مكة وجدة والمدينة لمصلحة الحاج فعلا لا كما يتوهم بعض الناس إذ أن الحجاج جماعات تخرج في سبيل الله وتحتاج إلى رعاية خاصة وتوجيه خاص وليسوا كالسياح الذين يخرجون بعد أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والقدرة على كل ما يريدون بخلاف الحاج الذي ينقصه الكثير من الوعي والكثير من القدرة وبالتالي له برنامج محدود وعمل مطلوب إن جهل شيئا منه ضاع حجه وخسرت رحلته.

وحكومتنا الرشيدة مدركة لهذا الوضع وهذا هو دافعها لغلق هذه المهنة على هذه الطوائف التي دربت تدريبا طويلا على أداء هذه الخدمة عبر قرون ووضعت لها الأنظمة والتعليمات المتطورة في كل عام حرصا على تحقيق كل وسائل الراحة لحجاج بيت الله الحرام باذلة في سبيل ذلك الملايين من الريالات مجندة في ذلك آلاف الرجال لا مصلحة لها من ذلك إلا وجه الله وإكرام وفود بيت الله الحرام.

أكتب هذه الكلمة منبها إلى خطأ الدعوة إلى تحويل الحج إلى سياحة أو مكاتب سياحية بعد أن قرأت ما نشرته مجلة آخر ساعة عن حجاج المكاتب السياحية وتقرير ضاف وضعته إحدى مؤسسات الطوافة عما عاناه حجاج الشركات السياحية ومكاتبها في موسم الحج الماضي وما قرأته أخيرا في جريدة الشرق الأوسط عن معاناة بعض السائحين السعوديين إلى بلد إسلامي من مكاتب السياحة وشركات السياحة في ذلك البلد وتضليلهم وخداعهم واستغلالهم.

وأخيرا ما قرأته بجريدة الوفد المصرية يوم 10/2/1406ﻫ كلمة تحت عنوان التسيب والإهمال والاتجار بالحج وجاء فيها أن الرحلة من خلال الجمعية التي حج معها كاتب الكلمة كانت عذاباً مريراً حيث اختص المشرفون على الرحلة بالمميزات ولم يقدموا أي إرشادات للحجاج وبعد العودة طالبوهم بفروقات أيضا.

فكيف يطالب البعض منا بتحويل الحج الديني إلى سياحة دنيوية؟؟ والله الهادي إلى سواء السبيل.

معلومات أضافية

  • العــدد: 7126
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
المزيد من مواضيع هذا القسم: « على هامش الحج (8) كل أسبوع »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا