عجيبة الدنيا الثامنة!
المعروف أن عجائب الدنيا سبعاً فقط ولكن عجيبة ثامنة قد ولدت الآن لا ندري هل لاحظها الناس أم لا؟!
فإذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الممثل الوحيد لشعب فلسطين الشعب صاحب القضية الأساسية قد أيد مبادرة الأمير فهد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل المشكلة التي استعصت على الحل أكثر من ثلاثين عاما بسبب شعار تمسك به العرب حكومات وشعوباً منذ صدور قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 بين العرب واليهود.. ذلك الشعار الذي يقول "لا نقبل" وراحت تردده الشعوب العربية وتقابل به كل مشروع وكل اقتراح لحل القضية الفلسطينية حتى ضاعت كل فلسطين ولحق بها بعض الأراضي العربية المجاورة وأصبح العرب على رأي المثل الدارج "اللي ما يرضى بالحمى يرضى بالنفاضه" فقد رفضنا قبول نصف فلسطين فذهبت كل فلسطين ومع ذلك ما زال بعض العرب يردد تلك العبارة الجوفاء "لا نقبل".
والأنكى من ذلك أن الذين يقولون الآن ، لا للمبادرة السعودية هم أشقاء عرب يقفون في صف واحد مع إسرائيل بينما تقف جميع دول العالم بما فيها أمريكا مدللة إسرائيل والخاضعة لنفوذ اليهود في العالم مع المبادرة السعودية.
حتى إسرائيل نفسها لم ترفضها جملة وتفصيلاً كما فعل بعض العرب بل قالت أن بندين فيها صالحة وهي التي في صالحها طبعا.. وكان المفروض أن يقول الأشقاء العرب على الأقل مثلها وأنها صالحة لأن تكون أساساً صالحاً للمناقشة والوصول عبرها إلى حل كما قالت أكثر دول العالم.
أليس في مبادرة الأمير فهد الانسحاب من الأراضي العربية بما فيها القدس وقيام الدولة الفلسطينية.. والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني؟ .. ألا يكفي هذا لتأييد المبادرة والوقوف إلى جانبها؟!
وماذا ينقمون منها؟! الاعتراف بإسرائيل مقابل اعترافها بالدولة الفلسطينية؟! وماذا في ذلك؟! وما قيمة عدم اعتراف الدول العربية بإسرائيل مع اعتراف جمع دول العالم من غير العرب بها؟! وبعضها من الدول الإسلامية؟! بل الدولتين العظميين أمريكا وروسيا .. روسيا التي تدفع بعض الدول للوقوف هذه المواقف التشنجية وتخذلها وقت الجد والحرب وتبيعها السلاح وقت السلم لتغرقها في الديون وتكيلها بالمعاهدات.
ولنرجع إلى عجائب الدنيا السبع وعجيبتنا الثامنة.
ونقول: إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية.. وهي كما أسلفنا صاحبة القضية – أيدت المبادرة ورضيتها فما بال أقوام لا هم في العير ولا في النفير .. يعارضون المبادرة ويجاهرون بذلك ليجعلوا من العرب مضغة الأفواه وموضع السخرية ومضرب المثل في الفرقة واختلاف الاتجاهات ؟ وإلى متى؟! وإسرائيل بمرور الزمن تبتلع جزء من الأرض العربية من أجل تحقيق أحلامها التوسعية ونحن جامدون عند شعارنا الأول : "لا نقبل" نرددها بدون وعي ونعيش حالة اللا حرب واللا سلم وشعوب المنطقة كلها تعاني من هذه الحالة وأموالها تبذر في شراء الأسلحة التي تبلى أو يجد غيرها قبل أن تستعمل؟!
ألا يكون هذا الموقف العجيب هو عجيبة الدنيا الثامنة؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 42
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر: 9/3/1402ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.